بعد الإقبال الذي عرفته الدورات الأربع السابقة للجامعة الشتوية بتيزنيت، ومقاربتها لمواضيع مختلفة من قبيل «التراث الثقافي بسوس، والمتخيل في التراث اللامادي بالمغرب»، وموضوع «الهجرة وتحديات العولمة، والاستثمار الثقافي»، أعلنت جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والمحافظة على التراث عن تنظيم الدورة الخامسة للجامعة الشتوية، بعد غد السبت، بمدينة تيزنيت، حول موضوع «تيزنيت: مقاربات وتصورات»، بفضاء دار الثقافة محمد خير الدين بمدينة تزنيت. وحسب الجمعية المنظمة، فإن الدورة الحالية المنظمة بشراكة مع المجلس الحضري للمدينة، تهدف إلى إبراز أهمية التحول والتطور الذي طال جوانب من مدينة تيزنيت منذ عقود خلت، في سياق المنعطف التاريخي الذي عرفته حواضر المملكة، خاصة تلك التي تحتضن النوى القديمة، وهذا ما أدى، حسب تعبيرها، إلى بروز تجربة حضرية حاضنة وحاملة لقيم التنوع والتشارك والمبادرة والانفتاح على آفاق إنسانية رحبة، كما ستساهم في بلورة هوية حضرية في ظل وتيرة التغيير المتسارعة، وفي سياق تاريخي شديد التقلب. من جهته، أوضح عبد الحميد أضحان، رئيس الجمعية، أن ما تراكم حول تيزنيت من دراسات وأبحاث مختلفة عبر التيمات والمقاربات المتنوعة، ساهم في ترسيخ مسار متميز بشكل أصبح رهانا مشتركا، وغاية نبيلة لأجيال من الباحثين والمهتمين، وبناء على ذلك، يضيف الرئيس، فقد اتسعت قاعدة التناول الموضوعاتي والإشكالي لكثير من قضايا المدينة ومحيطها في صيغتها الجمعية، كما تكونت قناعة لدى جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والمحافظة على التراث، تفيد بضرورة القيام بمحاولة تجميع الباحثين والمتخصصين في الشأن المحلي، في إطار الموعد السنوي للجامعة الشتوية، عبر عرض وتقاسم حصيلة الأبحاث والمقاربات والتصورات التي طالت جوانب متعددة من حاضرة تيزنيت، مع استجلاء دور المجتمع المدني والهيئات المنتخبة في تطوير وتسهيل ورش التنمية المحلية في أبعادها المتعددة. إلى ذلك، تتضمن الدورة الحالية، عددا من المداخلات العلمية التي تقارب بعض الجوانب القانونية والسياسية المؤطرة لمرحلة من التدبير المحلي، وتأثير ذلك على التوجهات الكبرى للمدينة، فضلا عن مداخلات أخرى تلامس القضايا التاريخية التي بصمت هويتها، كما تتضمن الدورة عروضا أخرى تتعلق بالمؤهلات الاقتصادية والبشرية للمدينة، علاوة على تقديم نماذج لبعض المقومات التراثية المادية واللامادية، وتأثيراتها السوسيوثقافية على المحيط، وإبراز مساهمة المرأة التيزنيتية في الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة.