عندما نقلب صفحات سنة 2008، سنجد أن الرياضة المغربية أخلفت مرة أخرى موعدها، وأن مساحة السواد داخلها اتسعت بشكل كبير. حين أطلت سنة 2008 بدا الأمل كبيرا بإمكانية أن ترسم الرياضة المغربية التألق، غير أن هذا الأمل سرعان ما تحول إلى ألم، والرياضة المغربية تسقط في الكثير من المحطات. كانت البداية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم فقد خرج المنتخب الوطني بشكل مبكر، في وقت ساد فيه الاعتقاد بأن هذا المنتخب سيكون بمقدوره المضي قدما والتنافس على اللقب، لكن وقع الصدمة كان كبيرا. وبموازاة إخفاق المنتخب الوطني في هذه الكأس القارية، فإن جميع المنتخبات الوطنية عانقت الإقصاء، فالمنتخب الأولمبي لم يضمن التأهل إلى أولمبياد بكين رغم أن لائحة اللاعبين التي كان يضمها لم يكن مسموحا لها بغير التأهل. أما منتخب الشبان فأقصي من الدور الأول لتصفيات كأس إفريقيا، وانضاف إليه المنتخب النسوي في حين أن جامعة الكرة تجنبت المشاركة في التصفيات الإفريقية لفئة الفتيان رغم أن خبراء الكرة يقرون بأن هذه الفئة هي الأهم وهي التي من خلالها يمكن تحديد معالم المستقبل. ولأن عجائب الكرة المغربية لاتنتهي، فقد وجدنا فتحي جمال وقد درب في ظرف زمني قصير جميع المنتخبات الوطنية من الفتيان مرورا بالشبان والأولمبي وصولا إلى منتخب الكبار. لم تكن كرة القدم الوحيدة التي ألقت بظلالها القاتمة، فبقية الرياضات الجماعية الأخرى سارت في الاتجاه نفسه، فكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة لم تشارك في الألعاب العربية ولم تضمن حضورها في الأولمبياد. أما عندما جاء موعد أولمبياد بكين، فإن الرياضة المغربية لم تنل غير ميداليتين واحدة فضية والثانية نحاسية بواسطة كل من حسناء بنحسي وجواد غريب، في الوقت الذي راكمت فيه بقية الرياضات الإخفاق تلو الآخر. لذلك فإن الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية للرياضة، بقدر مابدت صادمة بالنسبة لعدد من القائمين على الشأن الرياضي، فإنها جاءت لتؤكد أن الكيل قد طفح وأن الرياضة المغربية دخلت منحدرا خطيرا. وغير النتائج التي لم تكن عند أفق انتظار المغاربة، فإن سنة 2008 أكدت في عدد من المحطات أن الديمقراطية هي الغائب الأكبر في تدبير الجامعات والفرق الرياضية، فقد تابعنا كيف أن جامعات لم تعقد جموعها العامة، فيما عقدتها أخرى في صمت وشاهدنا فرقا صرفت ملايير السنتيمات لكن المصادقة على التقارير المالية كانت بالتصفيق. وتابعنا مسرحيات كان أبطالها مسيرون استطابوا كراسي المسؤولية، وأداروا ظهرهم للاحتجاجات وصموا أذانهم تجاه الانتقادات واختاروا البقاء رغم أنف الجميع. كانت سنة 2008 سنة كارثية بالنسبة للرياضة المغربية، ما في ذلك شك، لذلك فإن الآمال ستتعلق بسنة 2009، وإن كان الأكيد أن مساحة التفاؤل ضئيلة، فالنتائج والانجازات لاتصنعها الآمال ولا الأحلام وإنما العمل. كل عام وأنتم بخير.