عندما تنشأ الفتاة في بيت والديها وتكون جل طلباتها مستجابة، أكيد أنها ستصدم بواقع مر حين مغادرتها لمصدر دلالها الأسري إلى أحضان زوجها، حيث التضحية ونكران الذات والالتزام بواجباتها الزوجية. فما الذي ينتظر المدللة في منزل الزوجية؟ وهل هي مؤهلة للعب دور الزوجة المتحملة للمسؤولية بنجاح؟ أم أن دلال والديها قد أفسدها لدرجة أن حياة زوجها تتحول إلى جحيم؟ «المساء» رصدت آراء بعض الأزواج الذين دمر دلال زوجاتهم حياتهم الأسرية وأوصلهم مضطرين، أحيانا كثيرة، إلى أبواب المحاكم طلبا للنجاة. حدثنا ونبرات صوته تنم عن حزن وألم، وهو يحكي عن تجربة السنوات الأربع التي عاشها في بيت الزوجية، الذي فر منه تاركا وراءه صغيرين هما أحوج ما يكونان إلى رعايته، لم يتركهما زهدا فيهما، ولكن هربا من عشرة جمعته مع زوجة لا تعترف بواجباتها تجاه زوجها. حكاية عزيز ابتدأت حين قرر الزواج من زميلته في العمل بالرغم من تحذيرات والدته التي أخبرته أن من اختارها لا تجيد القيام بالواجبات المنزلية، فلم يكترث وأجابها عزيز»أنا أريد شريكة عمر وليس خادمة»، مضيفا «واصلت عنادي وتزوجت من المرأة التي اختارها قلبي ووجدت فيها المرأة التي لطالما حلمت بها، خاصة وأني أبلغ من العمر 44 سنة. لكن هذه المرأة أذاقتني المر، فقد كنت أعود إلى البيت وأجدها نائمة وجل الغرف مبعثرة والأكل غير جاهز والملابس متسخة، مع الإشارة إلى أن التخلي عن الوظيفة كان اختيارها، حيث طالبتني بعد زواجنا بإحضار خادمة ولم أستطع ذلك، فأذاقتني مرارة العيش، بالإضافة إلى أنها تجاوزت رغبتي في عدم الإنجاب إلى حين ترتيب أمورنا المادية، وبدأت تطالبني بأشياء تفوق قدرتي المادية، وإذا رفضت أقامت الدنيا ولم تقعدها، إلى أن قررت مؤخرا مغادرة البيت بدعوى أني رجل بخيل ولا أوفر حاجيات البيت المادية، وتقدمت لدى المحكمة الابتدائية من أجل مطالبتي بالطلاق، والسبب لأن زوجتي مدللة ولا تقدر المسؤولية لكونها وحيدة والديها وكانا لا يؤخران لها طلبا، فاعتبرتني امتدادا لوالديها وليس زوجا له من الحقوق مثل ما عليها من واجبات». «الفشوش» سلاح زوجتي تحدث زوج آخر عن تجربته المريرة مع زواج دام أكثر من ثلاث سنوات، وعن العمر الذي ضاع هدرا مع زوجة لم تقدر تضحياته وتفانيه في سبيل إسعادها. تحدث بمرارة عن إهمال الزوجة وعدم تحملها لمسؤولياتها وتركها برمتها على كتفيه، لتكافئه بمغادرة البيت وطلب الطلاق، بدعوى أنه لم يستطع إسعادها وأن اختيارها كان خطأ. يقول سعيد: «باءت كل محاولاتي بالفشل من أجل إنقاذ أسرتنا حديثة العهد من التفكك، خاصة وأنها حامل في شهرها الثاني، لكنها رفضت وواجهتني بالقول: «الولد اللي بغيت منك اديتو»». ويسترسل «التقيت بزوجتي في الجامعة، حيث دامت علاقتنا ما يزيد عن سنتين قبل الزواج، وبعدها بسنة عندما حصلت على وظيفة بمساعدة والدها قمنا بالزواج. كنت لا أؤخر لها طلبا، ألبي لها كل ما تحتاجه، لكنها في كل مرة تذكرني أنه لولا والدها ما كنت لأحصل على شغل، لذلك يجب ألا أتمادى في طلب أي شيء، حيث كنت أعود من العمل فأجدها قد خرجت من البيت دون إذني وذهبت للتسوق رفقة صديقاتها، وطبعا تبعثر النقود يمينا وشمالا من دون حساب وحينما أعترض أو أطلب منها تحضير إحدى الوجبات أو أذكرها بأنها سيدة البيت ويجب أن تقوم بواجباتها المنزلية ما دامت ترفض العمل في الخارج، فكانت تصرخ في وجهي وتطالبني بالانفصال، لدرجة أني أضطر في كثير من الأحيان إلى النيابة عنها في القيام بأشغال البيت اتقاء لغضبها وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع». سجن أبدي لم يدر في خلد «صلاح»، أب لثلاثة أطفال، أنه اختار لنفسه ومن دون أن يدري «سجنا أبديا» عندما أقدم، قبل تسعة أعوام، على الارتباط بابنة عمه الغنية حين عودته النهائية من الديار الكندية. يقول: «لم تكن بيننا أي عاطفة سابقة، وكل معلوماتي عنها استقيتها من والدتي التي استعنت بها في البحث عن زوجة تعوضني ما ضاع من عمري خلال سنوات الغربة، فرشحت لي ابنة عمي لمكانة أبيها المادية والاجتماعية». لكن صلاح اكتشف، منذ الأيام الأولى في حياته الزوجية، أنه قد تورط ، حيث قال: «وجدتها عصبية وغير مكترثة بعلاقتنا، مبذرة، وكثيرة الشجار معي، ومع من حولها، حتى أصبحت مهمتي في الحياة الاعتذار لها وإرضاء الآخرين». ويؤكد صلاح «لقد أفسدتها التربية المترفة فأضحت مدللة عنيدة، والكارثة أن أهلها يتصورون أننا سعيدان، فلم أتعود الشكوى منها أو النطق بمعاناتي مع أنني أعيش في الجحيم». ويعترف بأنه فكر في الانفصال عن زوجته أكثر من مرة، لكنه يعلم أنه إذا فعل ذلك فسيعتبره أهلها أنه قد أهانهم وتخلى عن ابنتهم، ولذلك يختم قوله: «لن أجرؤ على خطوة الطلاق، لأنني أدرك عواقبها جيدا، وهي فقداني لأطفالي».
دراسة
أكدت مجموعة من الدراسات التي قام بها باحثون في علم الاجتماع أن الزوجة تستخدم سلاح الدلال حينما تتأكد من حب زوجها لها، لتحقيق مكاسب معينة، كشراء سيارة أو مجوهرات إضافية، أو من أجل الحصول على سكن أفضل. لكن عنصر الحسم في هذا الأمر يرجع إلى قدرة الزوج المادية من ناحية، ثم حبه الشديد لها من ناحية أخرى. فلو كانت إمكانيات الزوج محدودة، فسوف تكون طلبات الزوجة سببا في حدوث مشاكل أسرية، ولن يستطيع تلبية طلباتها. وهناك كثير من الرجال يسرقون، ويرتشون، ويختلسون من أجل إرضاء الزوجة أو العشيقة، وقد أشارت الدراسة إلى أن الزوجة المدللة غالبا ما تكون مثقفة وتتمسك بحقوقها الزوجية بشكل مبالغ فيه، حيث لا تتنازل عن أي حق من حقوقها حتى لو كان ذلك على حساب حياتها الزوجية، وهذه النوعية ظهرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وأدت إلى حدوث العديد من حالات الطلاق.