ألقت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن البرنوصي في أقل من 12 ساعة القبض على قاتل فتاة لم تتجاوز عقدها الثاني بشقة مفروشة بحي التقدم بالدارالبيضاء. وتعود وقائع الحادث، كما عاينت «المساء» من خلال إعادة تمثيل تفاصيل الجريمة، حين نشبت مشادات كلامية بين الجاني، الذي يبلغ من العمر 40 سنة والضحية التي صدرت في حقها مذكرة بحث لفائدة العائلة، نظرا لهروبها من منزل أسرتها منذ شهرين. وتعود أسباب النزاع بين الطرفين اللذين كانا في حالة تخدير، إلى خلاف تافه حول سيجارة محشوة بمخدر الشيرا «جوان»، غير أن الأمر تطور ليصل إلى عراك بالأيدي غلبت فيه كفة الضحية نظرا لبنيتها القوية، غير أن الجاني استعان بقميصه الداخلي ليخنق الفتاة التي كانت تعمل نادلة، ليرديها قتيلة. وعمد الجاني، الذي تبين أنه من ذوي السوابق العدلية في الاتجار في المخدرات والسرقة، إلى إخفاء معالم جريمته، بعد لف جثة الضحية في غطاء أبيض وحبل ووضعها بعيدة عن المنزل بأقل من 150 مترا محاولا إخفاء آثار الجريمة. وقال عبد الحق بوزرزار، رئيس الشرطة القضائية بأمن البرنوصي ل»المساء» إن المعاينات الأولية أظهرت أن الأمر يتعلق باعتداء جنسي، ما دفع بعناصر الشرطة التقنية والعلمية إلى رفع البصمات لمعرفة هوية الجاني وأخذ عينات من الدم والحمض النووي وعينة من السائل المنوي الذي كان بالجهاز التناسلي للضحية. وقادت التحريات الميدانية، حسب المسؤول نفسه، إلى تحديد هوية الجاني، وحجز نعل الضحية داخل منزله إضافة إلى قميص استعمله المشتبه به لخنق الفتاة. وعلمت «المساء» بأن المشتبه به عمد إلى تمويه عناصر الشرطة القضائية التي انتقلت إلى مسرح الجريمة، بعد أن أبدى رغبته في مساعدتهم للعثور على خيوط الجريمة ودلهم على مشتبه بهم آخرين، ما جعل عناصر الشرطة القضائية تشك في أمر الجاني بعد اعتقالها لأربع مشتبه بهم تبين بعد التحقيقات الأولية أنهم أبرياء. واعترف المتهم أثناء الاستماع إليه من طرف عناصر الشرطة القضائية بالبرنوصي بالتهمة المنسوبة إليه، كما عاينت «المساء» تفاصيل إعادة تمثيل جريمة القتل، التي هزت سكان حي البرنوصي صباح أول أمس الاثنين.