تمكن محققو الشرطة القضائية بأمن البرنوصي في الدارالبيضاء، أول أمس الاثنين، في وقت قياسي، من فك لغز جريمة قتل شابة، عثر على جثتها مرمية بالشارع المتهم يعيد طريقة تخلصه من الجثة (الصديق) وتمكن المحققون في أقل من 12 ساعة من إيقاف المتهم "بائع سجائر"، الذي لم يكن سوى خليل الضحية. وتبين، من خلال التحقيق، أنه لجأ إلى خنقها، بعد نشوب نزاع بينهما حول سيجارة محشوة بالمخدرات، أثناء قضائهما ليلة حميمة بغرفته في حي التقدم بحي البرنوصي. وفي سياق محاربة الاتجار في المخدرات، تمكنت مصالح الشرطة القضائية بكل من البرنوصي وعين السبع الحي المحمدي، وفرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، من حجز حوالي 75 كلغ من مخدر الشيرا، كانت كمية منها معدة للتهريب نحو الخارج، وأخرى موجهة للترويج في السوق المحلية. واعتقلت مصالح الشرطة، خلال 3 عمليات، متهما من جنسية فرنسية، ومروجين مغاربة، في حين ظل البحث جاريا عن متهمين آخرين. وبخصوص تفاصيل جريمة القتل، التي أعيد تمثيل وقائها أمس الثلاثاء، قال العميد عبد الحق بوزرزار، رئيس الشرطة القضائية بأمن البرنوصي، إن الأمر يتعلق بشابة (20 سنة، نادلة) عثر على جثتها في وقت مبكر من صباح أول أمس الاثنين، مرمية في الشارع بحي التقدم، مشيرا إلى أن المعاينات الأولية كشفت أن الضحية كانت عارية الجزء السفلي من جسدها، ليجري رفع البصمات، بهدف التعرف على هويتها، مع أخذ عينات من الحمض النووي، والسائل المنوي الذي كان عالقا في جهازها التناسلي. وذكر العميد بوزرزار أن التحريات مكنت من التعرف في أقل من 12 ساعة على هوية المتهم بالقتل، الذي كان على علاقة غير شرعية بالضحية، موضحا أن المتهم استقبل ليلة الأحد / الاثنين الضحية بغرفته، بيد أنه نشب بينهما خلاف حول تناول سيجارة محشوة بالمخدرات، سقطت على غطاء فحرقته. وتطور الخلاف بينهما ليتحول إلى تبادل للضرب، لم يجد معه المتهم، 40 عاما، ضعيف البنية، وقصير القامة، أمام قوة الضحية، بدا من استعمال قميصه الداخلي، ليطبق به على رقبتها، ويخنقها حتى أزهق روحها. وللتخلص من الجثة، لفها المتهم في غطاء، ثم جرها بواسطة حبل إلى خارج غرفته، حوالي الرابعة صباحا، على مسافة 150 مترا، وتركها هناك ليعود إلى غرفته. وأفاد العميد بوزرزار أن التحاليل العلمية أثبتت تورط المتهم، وأنه من ذوي السوابق العدلية في الاتجار في المخدرات والسرقة، مشيرا إلى أن الضحية كانت موضوع مذكرة بحث لفائدة العائلة. وبخصوص تفاصيل عمليات ترويج المخدرات، أوضح عبد الإله السعيد، عميد إقليمي، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الدارالبيضاء، أن مصالح الشرطة القضائية بأمن عين السبع وأمن البرنوصي والفرقة الولائية الجنائية حجزت حوالي 75 كلغ في 3 عمليات، منها ما كان موجها للاتجار الدولي للمخدرات. وأضاف أن هذه العمليات تدخل في إطار المجهودات الجبارة لمحاربة ترويج المخدرات، وتنضاف إلى عمليات سابقة، نفذت الأسبوع المنصرم، ضبط فيها حوالي 90 كلغ، إضافة إلى كمية مهمة من الكوكايين، والأقراص المهلوسة، واعتقال مروجين. من جانبه، أفاد بوزرزار أن مصلحة الشرطة القضائية بالبرنوصي، بتعاون مع الفرقة المتنقلة التابعة للأمن العمومي، توصلت بمعلومات حول شخص فرنسي الجنسية، يتحوز كمية مهمة من مخدر الشيرا معدة للتصدير خارج أرض الوطن، مشيرا إلى أنه نصب كمين للمتهم، بقطاع عين السبع، وجرى إيقافه، بعد مباغثته على متن سيارته. ومكنت عملية التفتيش من العثور على 51 كلغ من الشيرا بسيارة المتهم، وآلة تستعمل في عملية تلفيف وتعبئة المخدرات في منزله، كما جرى تحديد هوية الأشخاص الذين كانوا سيتوصلون بالمخدرات في فرنسا، إضافة إلى هويات الوسطاء. من جانبه، أوضح العميد محمد بنبلة، رئيس الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع، أن المصلحة توصلت بمعلومات حول 4 أشخاص قدموا من شمال المغرب، لترويج المخدرات بالعاصمة الاقتصادية، وأضاف "بعد إجراء بحث ميداني، تمكن المحققون من إيقاف متهمين بحوزتهما 19 كلغ من مخدر الشيرا، في حين ما يزال متهمان في حالة فرار وجار البحث عنهم". في السياق نفسه، أبرز ثابت الجيلالي، رئيس فرقة محاربة المخدرات بولاية أمن الدارالبيضاء، أن عناصر الفرقة أوقفوا مروجا بشارع بوردو، بمقاطعة سيدي بليوط، وبحوزته 3 كلغ، وخلال التحقيق معه، أمكن الاهتداء إلى مزوده، بقطاع سيدي البرنوصي، نصب له هو الآخر كمين، ليجري إيقافه. وذكر رئيس الفرقة أنه، بعد تعميق البحث مع المروج الثاني، تمكن المحققون من الوصول إلى هوية مزوده بالمخدرات، ويعتبر من مروجي المخدرات بالعاصمة الاقتصادية والمدن المجاورة، مشيرا إلى أنه اعتقل هو الآخر، وضبط بحوزته 1،5 كلغ من مخدر الشيرا، وسيارة يستعملها في عمليات الترويج.