قالت هاجر سموني، منسقة الأبحاث بمركز الدوحة لحرية الإعلام، إن الغرامة المالية التي تعرضت لها «المساء» سابقة خطيرة تهدد حرية الإعلام في المغرب. وأضافت أن مركز الدوحة لحرية الإعلام يهدف إلى الدفاع عن حرية الصحافة وتستقبل عبر مركزها الصحفيين من مختلف دول العالم. - ما هي المهمة الرئيسية لمركز الدوحة لحرية الإعلام؟ < تتمثل المهمة التي من أجلها تم تأسيس هذا المركز في الدفاع عن حرية الصحافة على الصعيد الدولي وهي الأولى التي تتخذ من الشرق الأوسط مقرا لها. وبدأ المركز أعماله بموجب مرسوم أميري قطري أصدره أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، في شتنبر 2007، وتركز دوره بالأساس في تقديم المساعدة للصحفيين الذين يتعرضون لتهديدات داخل بلدانهم ويواجهون الاضطهاد أو المتابعين بعقوبات حبسية، كما هو الحال مثلا لمجموعة من القنوات الإذاعية بهايتي لأننا نؤمن بالصحافة الحرة المستقلة، ونندد بالانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة عبر كافة أشكالها ونعد لهذا الغرض تقارير مفصلة ونستمع للصحفيين. يعمل المركز على توفير الملجأ للصحفيين ويساعدهم من أجل الحصول على حقوقهم كما يوفر لهم صوتا يبرز قضيتهم لأنه يستحيل فصل حرية الصحافة عن بناء المجتمعات المنفتحة والمتسامحة. - وهل تساندون الصحفيين داخل بلدانهم قبل استقبالهم بالمركز؟ < لدينا برنامج خاص بالمساعدة من أجل دعم هؤلاء الصحفيين ومد العون لهم داخل بلدانهم، لكن هناك العديد من الصحفيين تتعرض حياتهم وأمنهم الشخصي للخطر، مما يستدعي تدخل المركز لاستقبالهم بالدوحة التي استقبلت صحفية صومالية وإيرانية لأن وجودهما في بلدهما يشكل خطرا عليهما. يحرص مركز الدوحة أيضا على خلق روابط بين الصحفيين الغربيين وصحفيي دول الجنوب والشرق من أجل فتح قنوات الحوار بينهم ماداموا يدافعون عن مبادئ تشترك فيها القوانين والمعاهدات الدولية ويناقشون مواضيع تتعلق بأخلاقيات الصحافة، أسس العمل الصحفي والتي تختلف منهجيات تطبيقها من دولة إلى أخرى. لا ننس أن هناك دولا لا تجري تغطية أخبارها ويتم تجاهلها وهناك ملايين من الناس لا يعلم عنهم العالم شيئا، لذا علينا العمل على تشجيع الحوار بين الصحفيين. يحرص كل صحفي على رسم صورة الواقع في شموله لأن العالم يعيش أزمة ونزاعات بين الشمال والجنوب. - ما طبيعة العلاقة التي تربط مركز الدوحة بمنظمة مراسلون بلا حدود؟ < تدرك المؤسستان أن التوترات القائمة بين مختلف أجزاء العالم، تدعو إلى الحوار بتكريس المقاربات البنّاءة والإنجازات الملموسة. نتوافق معا على أن هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية، فإما أن تعزز سوء التفاهم وتذكي الأحقاد وإما أن تسعى إلى مد الجسور والمساهمة في التوصل إلى تفاهم أفضل. - كيف تتابعون أوضاع حرية الصحافة بالمغرب؟ < عرفت الستة أشهر الأولى من هذه السنة وابلا من الأحكام القضائية التي تقمع الحريات بالمغرب، ولم تقم الحكومة بأية خطوات فعلية لإصلاح قانون الصحافة وظلت الأمور مجرد وعود، بل تعددت الملاحقات القضائية ضد الصحفيين. واحتل المغرب المرتبة 122 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود، لأن المغرب لم يغير تراجعه الذي بدأه منذ عامين. - حوكمت «المساء» بدفع غرامة مالية قياسية قدرها 800.000 دولار في وقت يعرف المغرب انفتاحا إعلاميا. ما هي قراءتكم لهذا الحكم؟ < لم يصدر أي حكم بهذه الفداحة في تاريخ الصحافة العربية.. أعتقد أنه ينبغي إعادة النظر في الفصل 41 من قانون الصحافة والنشر الذي يقلص من حدود عمل الصحفي ويعرضه لعقوبات حبسية بتأويلات مختلفة. الغرامة لا تهدف سوى إغلاق المساء التي يبدو أنها تزعج جهات معينة في البلاد مما يعكس تدهور حرية الصحافة في المغرب وفقدان الثقة في القضاء حيث بات الصحفيون بهذا الحكم الغريب يشككون في استقلاليته.