تشهد العديد من مناطق وأحياء تصعيدا القنيطرة أمنيا خطيرا بعد تزايد نشاط العصابات الإجرامية، التي أسقطت العشرات من الضحايا واستولت على ممتلكاتهم في ظرف زمني قياسيّ، بعد أن أصبح الانفلات الأمني «الحاكمَ» على الشارع، ما يعكس هشاشة السياسات الأمنية المُعتمَدة في محاربة الجريمة في عاصمة الغرب. وأعلن مصدر موثوق أنّ التراخيَّ الأمني في الآونة الأخيرة ساهم بشكل كبير في تزايد انتشار مختلف أنواع الإجرام، من سرقة وسطو واتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة واعتراض سبيل المواطنين تحت التهديد بالأسلحة البيضاء من قِبل عناصر منحرفة، بدأ نشاطها يزداد في ظل الفوضى وعدم وجود دوريات أمنية منظمة قادرة على الحد من نشاط هذه العصابات، حسب تعبير مصدرنا. وقال المصدر «إن بعض الأحياء أضحت بيئة خصبة للجريمة»، وأكد بعض السكان، وفق ما جاء على لسان المصدر نفسه، أنّ العديد من المناطق تعرف يوميا تسجيل سرقات في مختلف محطات وقوف حافلات النقل الحضري، كما لوحظ ارتفاع عدد عمليات السطو التي استهدفت بالأساس السيارات التي يتم الاستيلاء عليها تحت جنح الظلام الدامس، إضافة إلى التخريب الذي طال عددا منها وسرقة ما في داخلها، بينها سيارة فرنسي في شارع «فرحات حشاد». وأشارت معطيات مؤكدة إلى أنّ أجهزة الأمن باتت جد محرجة، بعدما وردت على مصالحها شكايات تفيد اختفاء أزيد من 10 سيارات، من نوع أونو، في فترات متقاربة، وفي ظروف مريبة، وكانت آخرها السرقة التي طالت سيارة «مخزنيّ» يعمل في ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن. إلى ذلك، أعلن ناشطون في جمعيات المجتمع المدني أنّ بعض المنحرفين يتخذون من أزقة أحياء توجد خاصة في كل من منطقة «الساكنية» و»عين السبع» و«أولاد مبارك» مكانا لمزاولة نشاطهم، وقالوا «إنه من غير المستبعد أن يكون من ضمن هؤلاء ذوو سوابق قضائية تحوم الشكوك حول ضلوعهم في العديد من عمليات السرقة»، وهو ما يفترض، في نظرهم، القيام بدوريات أمنية للتحقق من الهوية. وعلمت «المساء» أن فؤاد بلحضري، والي أمن القنيطرة، صبّ جام غضبه، في الأسبوع المنصرم، على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ودعا رؤساء مختلف الفرق الأمنية التابعة لها إلى وضع خطة أمنية لاحتواء الانفلات وتكثيف الدوريات، الراجلة والراكبة، وتعزيز التواجد الأمني في النقط السوداء، في خطوة استباقية لمحاربة الجريمة.