قادت حملة أمنية مكثفة شنتها مصالح الأمن الولائي على العديد من أحياء منطقة الساكنية بالقنيطرة، مطلع الأسبوع الماضي، إلى اعتقال عشرات الأشخاص، بينهم 9 متهمين كانوا موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني. وجاءت هذه الحملة واسعة النطاق، التي شاركت فيها جميع الفرق الأمنية، عقب اللقاء الذي عقده فؤاد بلحضري، والي الأمن، مع ممثلي بعض جمعيات المجتمع المدني، التي كانت قد اشتكت في تقاريرها من تنامي العمليات الإجرامية، التي تستهدف المواطنين في أموالهم وسلامتهم البدنية، ومن التعسفات التي يتعرضون لها من طرف رجال أمن أخلوا بالضوابط المهنية. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن عناصر الشرطة تمكنت من إيقاف 110 أشخاص، تتوزع التهم المنسوبة إليهم، التي بموجبها أحيلوا على النيابة العامة بعد انقضاء مدة الحراسة النظرية، ما بين السكر العلني وحيازة مخدر الشيرا والسكر وحيازة السلاح الأبيض بدون سبب والتحريض على الفساد. كما تم ضبط اثنين آخرين بعدما نجحت عناصر فرقة أمنية في إحباط تنفيذهما عملية سرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، إضافة إلى اعتقال تسعة أظناء كانوا في حالة فرار ومبحوث عنهم في قضايا تتعلق بالسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والسرقة بالخطف والاتجار في المخدرات وإعداد منزل للدعارة والضرب والجرح وبيع الخمور بدون ترخيص. وحجزت مصالح الأمن خلال هذه الحملة، التي تم التنسيق فيها بين عناصر تنتمي إلى الشرطة القضائية وفرقة الصقور ودراجي الأمن العمومي وجهاز الاستعلامات العامة والدوائر الأمنية المعنية، عددا كبيرا من الأسلحة البيضاء، وكميات من مواد محظورة، مشكلة أساسا من مخدر الشيرا وقنينات الخمر والأقراص المهلوسة. وفرض التواجد المكثف لرجال الأمن، بزيهم المدني والرسمي، وتحركهم بشكل جماعي، حالة شبيهة بنظام حظر التجول في العديد من الأحياء المصنفة في خانة النقط السوداء بالمدينة، وقالت مصادر «المساء»، إن ساكنة هذه المناطق أعربت عن ارتياح مشوب بالحذر لهذا التحرك الأمني، وأبدت خشيتها من أن تكون هذه الدوريات التمشيطية ظرفية ومناسباتية يعود بعدها الوضع إلى سابق حاله.