عاشت ولاية أمن البيضاء في اليومين الماضيين حالة استنفار قصوى بعد الاعتداء الذي تعرض له شرطي مرور بشارع الزرقطوني على يد ابن إحدى العائلات الثرية بالبيضاء، وأكد مصدر مطلع أن عائلة الشاب المعتدي، قامت بمحاولات عديدة لطي الملف والحيلولة دون متابعة ابنها. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن المديرية العامة للأمن الوطني تدخلت في ملف الاعتداء، الذي تعرض له شرطي المرور يوم الثلاثاء الماضي على يد شاب من عائلة ميسورة، وأوضح مصدرنا أن تعليمات صارمة وردت إلى ولاية أمن البيضاء بتطبيق المسطرة القانونية المتبعة في حالة الاعتداء على رجال الأمن أثناء تأدية عملهم وعدم التنازل عن المتابعة. وذكر المصدر ذاته أنه من المتوقع أن يكون الشاب أحيل على النيابة العامة لدى القطب الجنحي بعين السبع، أمس الخميس، بناء على الشكاية التي تقدم بها رجل الأمن معززة بشهادة طبية تتضمن مدة عجز تزيد عن 20 يوما، مضيفا أن الضابطة القضائية للمنطقة الأمنية أنفا استمعت إلى الشاب والشهود، الذين عاينوا عملية الاعتداء بالضرب على رجل الأمن بالشارع العام وتمزيق ملابسه. وكشف المصدر ذاته أن الشاب المتهم له سوابق في الاعتداء على رجال الأمن، وسبق أن تم الاستماع إليه من طرف شرطة عين الذياب، بعد أن اعتدى على أحد رجال الشرطة قبل أن يتم إخلاء سبيله دون أن يتم استكمال المسطرة القانونية اللازمة في هذا الباب. وأشار المصدر ذاته إلى أن حالة من الإحباط الشديد سرت بين أفراد شرطة المرور، أول أمس الأربعاء، بعد أن أصبحوا يتعرضون في الآونة الأخيرة لاعتداءات لفظية من طرف بعض السائقين، الذين يرتكبون مخالفات لقانون السير دون أن يقبلوا بتسجيل مخالفات في حقهم، موضحا أن القانون يوفر الحماية لرجال الأمن أثناء قيامهم بعملهم في الشارع العام، غير أنه لا يتم تطبيق المساطر القانونية اللازمة في هذا الباب، وأن كثيرا منهم يفضل غض الطرف عن تلك الاعتداءات اللفظية التي يتعرضون لها.