احتجّ أساتذة كلية العلوم والتقنيات في طنجة على رئيس جامعة عبد الملك السعدي، حذيفة أمزيان، حيث أوقفوا اجتماعا معه ونظموا وقفة للتعبير عن «غضبهم». وكان رئيس الجامعة في اجتماع دوري مع أساتذة وممثلي طلبة، غير أنه رفض استمرار الاجتماع بحجّة وجود «غرباء»، وهو ما لم يستسغه الأساتذة الذين استغربوا موقف رئيس الجامعة، الذي لا يعرف أن أولئك «الغرباء»، كما وصفهم، هم ممثلو الطلبة، الذين يُعتبَرون مكونا أساسيا من مجلس الكلية. ووصف أساتذة كلية العلوم والتقنيات موقف رئيس الجامعة بأنه «غريب ويدلّ على جهله بالطريقة التي تدار بها الكلية»، وطالبوه بضرورة الاطّلاع على أصول الاجتماعات وقواعدها. وفي سياق متصل، دعت مصادر نقابية إلى ضرورة فتح تحقيق في الميزانية التي تم رصدها من أجل صيانة كلية العلوم والتقنيات، والتي تنقسم إلى شطرين، حيث تم تخصيص أزيد من 3 ملايين درهم للجزء الأول و3 ملايين درهم أخرى للجزء الثاني، غير أن صرف تلك الميزانية يكتنفه «غموض كبير»، وفق مصادر مطلعة. وبدأت أعمال الصيانة، في جزئها الأول، منذ أزيد من ثلاثة أشهر أشهر، غير أنها لم تنته إلى حد الآن، رغم أنها بسيطة وتتطلب فقط بعض أعمال الصيانة والترميم، مثل الصباغة. ورغم أنّ الجزء الأول من الصيانة لم ينته، فإنه تم البدء في الجزء الثاني بميزانية تتجاوز، أيضا، ثلاثة ملايين درهم، وهو ما دفع مصادر نقابية إلى المطالبة بفتح تحقيق في فواتير عمليات الصيانة مخافة وجود عمليات «نفخ» في الفواتير. وقالت هذه المصادر إنّ رئيس الجامعة، حذيفة أمزيان، وهو الآمر بالصرف، وعميدة كلية العلوم والتقنيات، أمينة أزماني، يُفترَض أن يدليا بتوضيحات حول طريقة صرف هذه الميزانية. وأضافت هذه المصادر أن «صرف ميزانية تقدر بستمائة مليون سنتيم تتطلب قدرا كبيرا من الشفافية، وأن وزارة التعليم العالي يجب أن تتدخل لتوضيح الكثير من الغموض الذي يكتنف ميزانية الصفقة». يذكر أنّ رئيس جامعة عبد المالك السعدي يتوفر على مكتبين، الأول في تطوان، والثاني في كلية العلوم والتقنيات في طنجة، كما أنه كان في وقت سابق موضوع اتهامات بتوظيف عدد من أقاربه في الجامعة، جنبا إلى جنب مع عميدة كلية «إف إس تي»، أمينة أزماني، التي تُتّهَم أيضا بتوظيف عدد مهمّ من أقاربها، بينهم ابنها وزوجته وصهرها، رغم عدم توفرهم على شروط التوظيف، وهو ما لم تتّخذ إزاءه وزارة التعليم العالي أيَّ إجراء تأديبيّ.