سجلت حالة إصابة بداء التهاب السحايا «المينانجيت» بأحد الدواوير التابعة للجماعة القروية مقريصات بإقليم وزان، حيث تم نقل المصاب، وهو رجل أربعيني وأب لخمسة أطفال، إلى مستشفى محمد الخامس بالشاون على الرغم من بعد المسافة التي تفصل مقر سكناه عن المستشفى (60 كيلومترا) وفي ظروف «غير ملائمة». وأكدت مصادر «المساء» أن الفحص السريري الذي أجري على المصاب بيّن أن الأمر يتعلق ب«المينانجيت»، وبناء على ذلك تم الإعلان عن هذه الحالة. وصرّحت مصادر مطلعة بأن مصادر طبية مسؤولة نفت إصابة الرجل بهذا المرض إلى أن تفاجأ الجميع، صباح أول أمس الأربعاء، بزيارة فريق طبي لدوار «أسويل»، حيث يوجد مقر المصاب، وتم تلقيح أفراد عائلته وكل محيطه بما في ذلك الجيران، حيث تأكد في ما بعد أن الأمر يتعلق بحالة إصابة ب»المينانجيت»، خاصة أن الرجل كان يعاني من أعراض هذا المرض، خاصة الصداع الشديد وارتفاع في درجة الحرارة، تقول المصادر ذاتها. ونددت بعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة بما وصفته ب«التكتم» ودعت إلى ضرورة توسيع دائرة الاستفادة من التلقيح، خاصة في صفوف المؤسسة أو المؤسسات التي يتابع بها أطفال المصاب دراستهم من أجل تطويق المرض ومنعه من الانتشار وهو ما يفرض على المصالح الصحية المختصة الاهتمام به نظرا لإمكانية توسع دائرة انتشار المرض في صفوف بعض التلاميذ. وذكرت المصادر ذاتها أن الرجل نقل على وجه السرعة إلى المستشفى المذكور عندما أخبر أفراد عائلته بشدة مرضه خاصة بعدما أغمي عليه، ليتبين فيما بعد إمكانية إصابته بمرض المينانجيت حيث تلقى الإسعافات الأولية في الليلة التي وصل فيها إلى مستشفى محمد الخامس بالشاون، كما تم إخبار نائب وزارة الصحة بإقليم وزان من أجل اتخاذ التدابير الوقائية للحيلولة دون انتشاء الداء، حيث انتقل طاقم طبي مكون من الطبيب الوحيد بجماعة مقريصات وبعض الممرضين إلى قرية «أسويل». وطالبت الفعاليات الجمعوية نفسها، في اتصال ب«المساء»، مصالح وزارة الصحة بالإقليم بتتبع حالة المصاب والعمل على تلقيح جميع ساكنة القرية بدون استثناء. وفي اتصال بمندوب الصحة بإقليم وزان، أكد أن الأمر لا يتعلق بحالة وبائية، بل بإصابة عادية منفردة ووضعية المريض مستقرة وأن الأمر لا يدعو إلى القلق، خاصة أنه تم تلقيح محيط المريض، مضيفا أن الأمر لا يستدعي تلقيح تلاميذ المؤسسات حيث يتابع أطفال المريض دراستهم، في حين تم تلقيح أطفاله وباقي أفراد أسرته وبعض الأشخاص الذين يرتبطون معه في إطار علاقات اجتماعية مستمرة.