أكدت مصادر صحية مسؤولة بتاونات، أن عدد المصابين بداء “التهاب السحايا”، أو المينانجيت، بلغ ثمان حالات ،مع تسجيل حالة وفاة واحدة ويتعلق الأمر بطفلة تبلغ خمس سنوات تعيش بدوار تابع لمنطقة عين عائشة، في حين ترقد حالة ثانية في غيبوبة بالمركب الاستئفائي الحسن الثاني بفاس، وهي فتاة في ربيعها الحادي عشر تدرس بإحدى الإعداديات بمركز تاونات، وتعتبر أول مصابة بهذا الداء تُسجل بعد حلول السنة الجديدة 2013 ، وصرح الأب المكلوم ” عبد العزيز.ب”، أن ابنته أُصيبت بحمى مفاجئة اعتبرها عادية، لكن سرعان ما ارتفعت حرارتها أكثر فتوجه بها نحو المستشفى الإقليمي بتاونات بدون جدوى، ثم نقلها إلى طبيب عام بالمدينة، الأخير عند معاينة المصابة نصحه بالتوجه على عجل إلى مدينة فاس، هناك تم إدخالها قسم العناية المركزة بعد تدهور حالتها و التأكد من إصابتها بالمينانجيت، ليتم إخبار المندوبية الإقليمية للصحة بتاونات التي استنفرت خلية المراقبة الوبائية وبعثت بوحدة طبية متنقلة قصدت السبت الأخير أسرة المصابة بحي الرميلة، وقامت بتلقيح 31 شخصا من أفراد عائلتها، مع تزويدهم بعقاقير الحماية الكميائية، في خطوة احترازية للحد من انتشار الداء في محيط الفتاة، هذا قبل التنقل إلى الإعدادية التي تدرس بها من أجل إجراء فحوصات على بقية التلاميذ. وفي اتصال هاتفي بمسؤول بالمندوبية الإقليمية للصحة بتاونات، أورد للجريدة، أن الحالات التي تم اكتشافها، تتوزع بين مناطق غفساي وعين عائشة وبوعروس وتاونات المركز، وتختلف من حيث النوعية بين التعفن الفيروسي والبكتيري، موضحا أن هناك حالة واحدة فيروسية، و أخرى سُلّية، وخمس حالات تدخل في إطار مينانجيت بكتيريا محتملة، أما حالة الفتاة التي توجد في غيبوبة، فهي بسبب بكتيريا تسمى “méningocoque”، مشيرا إلى أن مختبر التحليلات الطبية الموجود بمستشفى تاونات يفتقر للمواد المختبرية، التي تدخل في تحديد وتشخيص داء المينانجيت، حيث يتم توجيه المرضى المحتملين تعرضهم للمرض إلى مدينة فاس، الأخيرة تخبر مصالح وزارة الصحة بالإقليم خصوصا خلية المراقبة الوبائية لاتخاذ التحريات الصحية ومباشرة التدابير اللازمة. وأضاف المصدر ذاته أن عدد المصابين بالتهاب السحايا بإقليم تاونات عرف انخفاضا مقارنة مع سنة 2011 حيث تم تسجيل 17 حالة، نتيجة إدراج التلقيح ضد الداء ببرامج الوزارة، والوعي بالمرض من طرف المحيط والمدرسة، و حذر المصدر الآباء من التوجه مباشرة إلى الصيدليات في حال الإصابة بالحمى أو تناول الأدوية الموجودة بالمنازل، بل نصح باستشارة الأطباء أولا قبل تناول أي دواء من شأنه أن يخفي المرض فيتسبب في وفاة المريض أو نقل العدوى إلى شخص آخر. محمد بنعمر