من المنتظر أن تشرع شركة فيوليا، التي فازت بصفقة النقل الحضري بولاية الرباط وسلا، في تحديث أسطول الحافلات بالعاصمة ونواحيها خلال النصف الثاني من شهر يناير 2009، وقال محمد ركراكة، الكاتب العام لولاية الرباط في لقاء مع «المساء»، إنه من المقرر أن يتم توقيع عقد تدبير النقل الحضري بالولاية مع شركة فيوليا، خلال الأيام المقبلة، حيث ستلتزم الشركة بدفتر تحملات ينص على استعمال حافلات جديدة يبلغ عددها حوالي 350 حافلة، مع الإبقاء على نفس ثمن التذكرة الحالية أو أقل، ومنح امتيازات للطلبة. وشدد ركراكة، الذي أكد أنه يتحدث نيابة عن والي الرباط حسن العمراني، على أن عمال شركات النقل العاملة حاليا لن يتم التخلي عنهم، بل سيتم إدماجهم ضمن المشروع الجديد، مؤكدا أن 14 جماعة حضرية وقروية ضمن تراب العمالة صادقت بالإجماع على هذا المشروع. وحول سبب أزمة النقل الحضري في جهة الرباط وسلا، والإضرابات المتتالية لمجموعة من شركات النقل الحالية، قال الكاتب العام للولاية إن «الوضعية المزرية لقطاع النقل الحضري بالعاصمة لم يعد ممكنا استمرارها»، مشيرا إلى أن والي الرباط استشار منذ أزيد من سنة مع مهنيي قطاع النقل حول ضرورة تحديث أسطول الحافلات، من خلال خلق شركة موحدة، تستجيب لدفتر تحملات، إلا أنه لم يتلق أي جواب، مما جعل الولاية تلجأ إلى إعلان طلب عروض دولي، فازت به شركة فيوليا الإسبانية. وأكد ركراكة أن الولاية دعت شركات النقل العاملة حاليا في القطاع إلى التفاوض مع فيوليا للدخول معها ضمن مجموعة موحدة، مشيرا إلى أن كلا من شركتي «بوزيد» و»حكم» تمكنتا من الانخراط مع فيوليا في شركة موحدة، مما جعلهما تحصلان على 65 في المائة من رأس مال الشركة. وأكد ركراكة أن الشركات التي تخوض الإضرابات كانت متفقة على المشروع منذ البداية، إلا أنها لم تنجح في التفاوض مع فيوليا مثل شركة «الجماني»، أو أنها كانت تتفاوض مع شركات لم تفز بالصفقة مثل شركات «بلحسن»، «الأزرق»، و«مطيع». وأكد ركراكة أن الوالي حسن العمراني وعد الشركات التي لم تجد مكانا ضمن المشروع الجديد بالتوسط لدى شركة فيوليا، لإعادة التفاوض معها والانخراط في هذا المشروع. وحذر ركراكة من أن الاحتجاجات التي يقوم بها أرباب الشركات والعمال، هدفها «الضغط لإفشال المشروع برمته»، لكنه قال إن «المشروع سيرى النور في القريب. وحول الادعاء بوجود 5000 عامل في الشركات الحالية، قال ركراكة إن المعطيات التي تتوفر عليها الولاية تشير إلى وجود حوالي 3800 عامل فقط، سوف تشغل منهم الشركة الجديدة 3700، والبقية سوف يتم إدماجهم في مشروع الترامواي الذي سيشغل 850 شخصا.