دخلت قرية «كيكو»، التابعة إداريا لإقليم بولمان، أول أمس الاثنين، في إضراب «جماعيّ» للمطالبة ب»تخليصها» من الانتماء إلى هذا الإقليم وإلحاقها بإقليم إيفران. وبرر المتظاهرون، الذي عمدوا إلى توقيف شرايين الحياة لساعات في هذه القرية وفي الطريق المحاذية لها، بكون مقر عمالة بولمان (يوجد في ميسور) يبعد عنهم بأكثرَ من 160 كليومترا، بينما لا تبعد عنهم عمالة إفران سوى بحوالي 40 كيلومترا.. وشدّدوا على ضرورة انتقال عامل إفران للحوار معهم في قريتهم كشرط لفضّ احتجاجاتهم، مع العلم أن السلطات المحلية التي يُفترَض أن تتحاور معهم هي سلطات إقليم بولمان. ويعتبر أهل قرية «كيكو»، التي سبق لها أن خرجت في احتجاج مماثل في السنة المنصرمة للأسباب نفسِها أن تبعيتهم لإقليم بولمان، التابع لجهة فاس، يُصعّب عليهم الحياة ويجعلهم عرضة لاستمرار عزلة قريتهم، بينما سيمكنهم الإنتماء إلى مدينة إفران -التابعة إداريا لجهة مكناس تافيلالت- من الاستفادة من برامج لربط بلدتهم بالتجهيزات الأساسية. ويضطر المواطنون إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى مقر عمالة بولمان لقضاء أغراضهم الإدارية، بينما يوجد مقر عمالة أخرى بالقرب منه، لكنهم لا يستطيعون ولوجها بسبب التقسيم الإداري. وتعاني دواوير هذه القرية من الإهمال، ويفتقر مستوصفها إلى أدنى التجهيزات وإلى الموارد البشرية المناسبة. كما يضطر المواطنون إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى المستشفى الإقليميّ لبولمان. وتوجد أغلب المؤسسات الإدارية لهذا الإقليم في مدينة ميسور. وتشتهر القرية بمزاولة سكانها الفلاحة وتربية الغنم. وتفتقر القرية إلى قنوات تصريف المياه العادمة، وتنعدم الكهرباء في عدد من الدواوير. وكانت السلطات المحلية قد وعدت المحتجّين في بداية السنة الماضية (يناير 2012) ب»إمعان» النظر في مطالبهم، إلا أن الوضع بقيّ على ما هو عليه، ما دفع المواطنين إلى الخروج مجددا في مسيرة احتجاجية ضخمة كان من المقرر أن تتوجه نحو عمالة إقليم إيفران، لكن السلطات تدخلت لمنعها، ما أفضى إلى قطع الطريق لساعات.