سجلت منتخبات دول غرب افريقيا رقما «قياسيا» في التأهل إلى ربع النهائي بوصول 7 ممثلين عنها إلى هذا الدور. وتأهلت منتخبات بوركينا فاسو والرأس الاخضر و ساحل العاج وغانا ومالي ونيجيريا والطوغو وتخلفت النيجر وحدها عن الركب بخروجها من الدور الأول للمرة الثانية في مشاركتها الثانية على التوالي. ووجهت دول غرب افريقيا ضربة قوية للمنتخبات الأخرى, وبات بإمكانها أن تحلم بلقب أفلت منها منذ عام 1994 عندما توجت نيجيريا لآخر مرة في تونس ويومها كان لغرب افريقيا أكبر عدد من الممثلين في ربع النهائي وصل إلى 5 منتخبات هي إضافة إلى البطل ساحل العاج وغانا ومالي والسنغال، لكن جنوب افريقيا البلد المنظم يسعى بدوره إلى عدم تفويت فرصة إقامة المسابقة على أرضه، وبالتالي حيازة الكأس. وبلغت جنوب افريقيا النهائيات للمرة الثامنة منذ أن رفع الحظر بعد تفكيك نظام التمييز العنصري, وأحرزت اللقب في مشاركتها الأولى على أرضها عام 1996 ووصيفة للبطل في النسخة التالية (1998), وثالثة في النسخة التي تلتها (2000). ويأمل منتخب «بافانا بافانا» (الأولاد) الذهاب بعيدا في البطولة التي تنظم على أرضه كما في المرة السابقة, لكن منطق الحسابات لا يرجح كفتها، من جهة بعد المستوى الذي ظهرت به في الدور الأول، ومن جهة أهرى كون باقي المنتخبات التي تجاوزت الدور الأول تملك كافة الحظوظ للذهاب إلى النهاية. ويتعين على جنوب افريقيا، صاحب الأرض والجمهور تجاوز منتخب مالي، لبلوغ الدور نصف نهائي. وتشارك بدورها للمرة الثامنة, أما أفضل نتيجة حققها المنتخب الذي يقوده سيدو كيتا، اللاعب السابق لبرشلونة الاسباني فهو مركز الوصيف (1972)، ثم المركز الثالث في النسخة الماضية (2012) والمركز الرابع عام 2004 في تونس، بعد خروجه من الدور الصنف نهائي أمام المغرب. ويرى المتتبعون أن المباراة متكافئة بين منتخبين لبسا ثوب التواضع في الدور الأول، حيث يرجح أن تحسم خبرة اللاعبين على أرضية الملعب وحنكة المدربين كفة منتخب على الآخر، وطبعا فإن المنتخب الذي سيستغل الفرص التي ستتاح له بشكل أفضل سيكون الأقرب إلى الفوز والبقاء في دوربان لملاقاة منافس آخر على ملعب موزس مابيدا. وكان من الممكن أن تكون جنوب افريقيا أول دولة مضيفة تخرج من الدور الأول بعد تونس عام 1994، لكن الحظ حالفها في النهاية وتمكنت من تصدر المجموعة الأولى برصيد خمس نقط من تعادلين أمام الرأس الأخضر والمغرب وفوز على أنغولا. ولم تكن مالي أفضل حالا من البلد المنظم، إذ خسرت أمام غانا وتغلبت على النيجر، ثم تعادلت سلبا مع الكونغو الديموقراطية. وكما هو حال جنوب افريقيا كان أداء منتخب مالي خجولا, رغم أن الفريق يضم لاعبين مميزين. في نفس السياق يسعى منتخب «الأولاد» إلى رد الدين إلى أصدقاء سيدو كيتا الذين كانوا تفوقوا عليهم في المباراة الوحيدة التي جمعتهما في ربع نهائي أمم افريقيا 2002 في مالي, حيث كانوا فازوا عليهم بهدفين مقابل لاشئ.