رزئت الأسرة الفنية المغربية بفقدان الممثل عبد القادر لطفي الذي وافته المنية صباح أمس الثلاثاء بإحدى مصحات الدارالبيضاء، بعد معاناة طويلة مع المرض. وقال حسن النفالي، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالمغرب، إن الساحة المسرحية والفنية فقدت –بوفاة عبد القادر لطفي- واحدا من الممثلين المثقفين والمحترفين القلائل بالمملكة، مؤكدا أن الفقيد يعد من بين الممثلين الذين دخلوا الميدان الفني بعد تكوين علمي، حيث درس بالمعهد البلدي للمسرح بالبيضاء وشارك في عدة فرق مسرحية هاوية قبل أن يحترف التمثيل. وأضاف النفالي، في تصريح ل«المساء»، أن الفقيد كان من الممثلين المثقفين الذين يدرسون ويتقنون أعمالهم جيدا، وهو ما خول له المشاركة في العديد من الأعمال الوطنية والدولية المتميزة. من جانبها، قالت كوثر، ابنة الفقيد عبد القادر لطفي، في تصريح ل«المساء»، «إننا لم نفقد الأب الحنون فقط، بل فقدنا الأخ الطيب والصديق الوفي..»، مذكرة بسمعة والدها الطيبة ورحابة صدره وانفتاح عقليته وحسن تعامله مع الجميع. وأضافت أن حالة والدها الصحية تأزمت مؤخرا بسبب إصابته بداء «بهجت» ومرض التهاب الكبد، وقد اضطر إلى قضاء حوالي أسبوعين في مصحة خاصة بالبيضاء حيث وافته المنية عن عمر يناهز 66 سنة، مخلفا وراءه عائلة تتكون من زوجة وأربعة أبناء: كوثر، أسامة، سليمان وعائشة. وكشف الممثل أحمد الصعري عن عدة جوانب من حياة عبد القادر لطفي، خاصة وأنه من رفاق درب الراحل منذ بداية مشواره في الميدان الفني مطلع ستينات القرن الماضي، حيث صرح بأن الفقيد يعد عضوا نشيطا في نقابة محترفي المسرح (فرع البيضاء) بالإضافة إلى كونه عمل كأستاذ للغة الفرنسية ومادة العلوم في القطاع الخاص، وأنه بعد تقاعده تفرغ للعمل الفني وشارك في عدة أعمال وطنية وعالمية ناجحة، أشهرها مشاركته في سلسلة «لالة فاطمة» التي لعب فيها دور «جبور». بدوره، صرح المخرج شفيق سحيمي أن أول عمل مسرحي شارك فيه الفقيد عبد القادر لطفي كان هو مسرحية «الغول» التي اقتبسها الفنان مولاي أحمد الزناكي عن راشمون الياباني، وقد بدأ مع مسرح الهواة ضمن فرقة «التجربة» التي اعتبرها السحيمي «أول فرقة خرجت عن إطار المسرح الغربي». وكان من المنتظر أن يوارى جثمان الفقيد الثرى بعد صلاة عصر أمس الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء.