فارق الحياة الفنان المسرحي محمد سعيد عفيفي ليلة السبت الأحد بالمستشفى العسكري بالرباط بعد معاناة طويلة مع المرض . "" وقد بدأ الفنان، المزداد بالدار البيضاء عام 1933، مساره الفني مع فرقة المعمورة التابعة لوزارة الشباب والرياضة وشارك في عدة أفلام من بينها "السراب" وأدى عددا من الأدوار بالمغرب والخارج مثل دور (هاملت). كما كلفته شركة مناجم الفحم بجرادة عام 1978 بتأطير ممثلي فرقة مسرحية تنظيرا وممارسة وأخرج مسرحية (فولبون) التي قدمت بمسرح محمد الخامس يوم 25 أبريل 1980 من اقتباس عبدالله شقرون عن الكاتب الإنجليزي (بن جانسون). وشغل الفنان الراحل، الذي كان أول من منح أدوارا لمكفوفين في مسرحياته، منصب أستاذ للمسرح بالدار البيضاء ومديرا للمسرح البلدي بالجديدة. وسيوارى جثمان الراحل ، الذي كان أبا لطفلين، الثرى الاثنين بالدار البيضاء. فنانون مغاربة : المغرب يفقد بوفاة الفنان المسرحي محمد سعيد عفيفي، علما بارزا من أعلام المسرح المغربي واعتبر عدد من المسرحيين المغاربة أن المغرب فقد بوفاة الفنان محمد سعيد عفيفي، الذي انتقل إلى عفو الله ليلة السبت- الأحد بعد معاناة طويلة مع المرض، علما بارزا من أعلام المسرح المغربي. وعبروا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن حزنهم وتأثرهم العميق لفقدان هذا الفنان، الذي كانت مسيرته الفنية حافلة بالعديد من الأعمال الناجحة. وفي هذا الصدد، أعرب الفنان المسرحي الطيب الصديقي عن حزنه الشديد لوفاة المسرحي الكبير محمد سعيد عفيفي "الذي يعتبر من المسرحيين القلائل الذي يجمع في أعماله بين الدراما والكوميديا"، مضيفا أن الراحل عفيفي كان وراء إدخال التمثيل المسرحي إلى التلفزة. أما الممثلة نعيمة المشرقي، فاعتبرت أن المغرب فقد هرما ومعلمة في المسرح المغربي والذي يعتبر من الجيل الأول الذي مارس المسرح وكان له حضور متميز فيه وتتلمذ على يديه عدد من رجال المسرح ونسائه. وذكرت أنه عندما كان مديرا للمسرح البلدي بالجديدة، أحدث ورشة للتكوين في مجال المسرح، مشيرة إلى أنه كان أستاذا متخصصا في فن "الميم" وله إلمام كذلك بالمسرح الياباني لكونه قضى فترة طويلة في المسرح الياباني. وأضافت أنه كان مهتما بالبحث بغية تقوية معرفته بالمسرح العالمي، وكان معروفا بأخلاقه الفاضلة. ومن جهته، ذكر حسن النفالي رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح أنه تعرف عن قرب على المرحوم عفيفي في الفترة ما بين 1976 و1980 بالمعهد البلدي بالدار البيضاء، حيث كان يدرس المسرح. وأوضح أنه كانت له بيداغوجية سلسة في تلقين المعلومات لتلاميذه، وكان يركز في التكوين على الأداء الصوتي (فن الإلقاء) وخاصة مخارج الحروف، وذلك لكونه كان مجودا للقرآن بجامع سيدي فاتح بالمدينة القديمة. وقال إن الفنان الراحل كان يحرص على ضمان تكوين لتلاميذه في مجالات أخرى كالرياضة وغيرها، مبرزا أنه أنجز عملا مسرحيا مهما مع المكفوفين مما يعتبر تجربة فريدة من نوعها بالمغرب. وبدوره، اعتبر الزجال والفنان المسرحي أحمد الطيب لعلج أن المغرب فقد بوفاة محمد سعيد عفيفي ممثلا من الطراز العالي. وقال إن عفيفي يعد من كبار الممثلين المسرحيين على مستوى العالم العربي، منوها بالخصال الحميدة التي كان يتصف بها الفقيد. كما عبر الممثل المسرحي أحمد الصعري عن أسفه الشديد وتأثره العميق لوفاة محمد سعيد عفيفي، موضحا أنه تعرف عليه منذ حقبة طويلة واستفاد منه الكثير . وذكر أن محمد سعيد عفيفي كان بارعا في فن الميم وفي العزف على آلة الكونترباس، وامتاز بروح النكتة والدعابة وبدماثة الأخلاق.