بات المغرب ثاني دولة عربية تخرج من نهائيات كأس الأمم الإفريقية، لكن خلافا لجارتها الجزائر التي خسرت مباراتين في البطولة القارية، فإن أسود الأطلس خرجوا من الدور الأول بدون خسارة بعد تعادلهما في ثلاث مباريات، وكشف مدرب المنتخب رشيد الطوسي لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأنه وعلى الرغم من الخروج، فإن المشوار كان إيجابيا. بعد تعادله في مباراتيه الأولين في البطولة القارية التي تستضيفها جنوب أفريقيا، خاض المنتخب المغربي مباراته الأخيرة ضد الدولة المضيفة في دوربان وهو يدرك تماما بأن الفوز أو التعادل بعدد كبير من الأهداف سيكون كافيا لبلوغ الدور الثاني، ونجح المنتخب المغربي في التقدم مرتين على بافانا بافانا بواسطة هدفين لعصام عدوة وعبد الإله الحافيظي، لكن أصحاب الأرض نجحوا في إدراك التعادل مرتين لتنتهي المباراة بنتيجة هدفين لمثلهما، كانت هذه النتيجة كافية لو أن المباراة الثانية في المجموعة الأولى والتي أقيمت في بورت إليزابيث في التوقيت ذاته وجمعت أنغولا والرأس الأخضر انتهت بالتعادل هدف لمثله. لكن المغرب لم يكن على الموعد مع القدر، لأن راموس هلدون سجل هدف الفوز للرأس الأخضر في الدقيقة الأخيرة ليمنح بلاده بطاقة التأهل ويجعل المغرب يحزم حقائبه مبكرا. وقال الطوسي وقد اغرورقت عيناه بالدموع بعد المباراة: «نخرج مرفوعي الرأس وفخورين». وأضاف: «أنا سعيد جدا من فريقي، لقد لعب جيدا وتطور مستواه من مباراة إلى أخرى. جميع المباريات كانت جيدة والحصيلة جيدة على العموم. أنا راض جدا عن أداء فريقي». في مواجهة جنوب إفريقيا سيطرنا على مجريات اللعب بشكل شبه كامل، لكن ولأننا كنا نبحث عن تسجيل المزيد من الأهداف، تعين علينا أن نترك مساحات واسعة وانتهى الأمر بدخول مرمانا الأهداف، يقول مدرب المنتخب رشيد الطوسي. وكان الطوسي الذي أشرف على تدريب منتخب المغرب في الفئات العمرية تحت 17 وتحت 20 وتحت 23 عاما، استلم تدريب المنتخب الأول في شتنبر الماضي وقال في هذا الصدد: «لم يسنح لي الوقت كثيرا، لكننا في المقابل لم نخسر أي مباراة منذ استلامي المهمة. أتطلع قدما الآن إلى قيادة الفريق في تصفيات كأس العالم ضد غامبيا وتنزانيا. أعرف جيدا بأن الاستراتيجية التي اعتمدتها حتى الآن كانت ترتكز على التحضير لتصفيات كأس العالم. إذا نجحنا في الحصول على العلامة الكاملة ضد تنزانيا وغامبيا، ستكون لدينا فرصة التأهل. سنذهب بعدها إلى أبيدجان للدفاع عن ألوان منتخبنا الوطني ضد كوت ديفوار التي تتقدم علينا بنقطتين. أعتقد بأنه بمقدورنا التغلب عليهم ولدينا القدرة على بلوغ نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014. التأهل إلى كأس العالم هو هدفنا على المدى القصير، أما المدى البعيد فهو الاستعداد لكأس الأمم الإفريقية عام 2015 في المغرب». وأعرب المدرب البالغ من العمر 53 عاما بأنه واثق ببقائه في منصبه بعد البطولة القارية بقوله: «لا أعتقد بأن الخروج هنا سيكون مشكلة، بل على العكس من ذلك، فإن خوض غمار هذه البطولة في جنوب إفريقيا كان تحضيرا جيدا، كانت المشاركة إيجابية، لقد اتصل بي رئيس الإتحاد المغربي وأكد لي بأنه يثق بي للاستمرار على رأس الجهاز التقني للفريق، أنا رجل يهوى التحديات، لقد أصبت العديد من النجاحات في صفوف المنتخبات الوطنية العمرية، لقد استملت الفريق الأول قبل أشهر قليلة فقط ولم أمكث أكثر من 20 يوما مع اللاعبين على أرضية الملعب». وأضاف: «لكن بإمكانكم أن تروا بأن الفريق بدأ يتكون، معدل أعمار اللاعبين هو 24 عاما فقط، علما بأن صاحب الهدف الثاني يوم الأحد يبلغ العشرين من عمره. أناشد جميع مدربي المغرب مواصلة تكوين اللاعبين الشبان، في مواجهة جنوب إفريقيا سيطرنا على مجريات اللعب بشكل شبه كامل، لكن ولأننا كنا نبحث عن تسجيل المزيد من الأهداف، تعين علينا أن نترك مساحات واسعة وانتهى الأمر بدخول مرمانا الأهداف».