أقدم شخص يمتلك منزلا مجاورا للكاتدرائية البرتغالية في آسفي، المصنفة تراثا تاريخيا من قبل وزارة الثقافة، على إقامة طوابق عليا عشوائية بدون ترخيص فوق بهو الكاتدرائية التي شيدها الملك البرتغالي إيمانويل الأول هدية لزوجته الملكة سانت كاترين خلال سنة 1519ميلادية، قبل أن تصنف في عداد الآثار التاريخية بمقتضى ظهير 21 يناير 1924 تحت رقم 593. وأفادت بيانات إدارية صادرة عن بلدية آسفي أن صاحب المنزل يتوفر فقط على رخصة إصلاح وليس بناء وتغيير في الهندسة الأصلية، في وقت تشير فيه معطيات ميدانية إلى أن الشخص المعني أقام طوابق عليا فوق بهو الكاتدرائية، حيث أصبح الزوار الأجانب والمغاربة الذين يزورون هذا الموقع التاريخي بكثافة يقفون أمام بنايات عشوائية ضخمة أفسدت الهندسة المعمارية الأصلية التي امتازت بها الكاتدرائية باعتبارها أكبر وأجمل كاتدرائية برتغالية على طول منطقة شمال إفريقيا لانفرادها بالهندسة «الإيمانويلية»، حسب الدراسات التاريخية التي أنجزت عنها. وتسبب المنزل العشوائي الذي شيد بطريقة عشوائية فوق بهو الكاتدرائية البرتغالية في آسفي في حجب الرؤية عن صومعة المسجد الأعظم التي يرجع بناؤها إلى العهد الموحدي، حيث تقابل الصومعة باب الكاتدرائية البرتغالية، في وقت استغربت فيه فعاليات ثقافية من مدينة آسفي خلال اتصالها ب«المساء» عدم تدخل وزارة الثقافة التي يرجع إليها أمر حماية المآثر التاريخية، وأيضا للسلطات المحلية التي تركت صاحب المنزل يشيد طوابق عليا عشوائية فوق مباني تاريخية مصنفة ويغير الهندسة الأصلية للمدينة القديمة دون اتخاذ الإجراءات الإدارية المعمول بها في زجر مخالفات التعمير والبناء العشوائي والمحافظة على المآثر الوطنية المصنفة. واستغربت الفعاليات ذاتها عدم تحرك السلطات المحلية والمنتخبة في مجلس مدينة آسفي، طيلة شهور من البناء العشوائي، دون أدنى مراقبة من قبل لجان مراقبة التعمير أو من قبل أعوان السلطة المحلية، حتى أصبحت الطوابق التي شيدها فوق بهو الكنيسة البرتغالية تحجب الرؤية عن صومعة المسجد الأعظم، الذي يحاذي ببضعة أمتار فقط هذه البنايات العشوائية، مضيفين أن المنزل الذي أضيفت إليه هذه الطوابق العليا كان منزلا سفليا يعود بناؤه إلى مئات السنين، مما يجعل الطوابق العليا التي أضيفت إليه بدون دراسات تقنية ولا تصاميم هندسية خطرا حقيقيا على أراوح ساكنة المدينة القديمة، علاوة على أنه أفسد معالم تاريخية وغيّر من هندسة المباني الدينية المصنفة، حسب قولهم.