عادت مدينة ابن سليمان لتحتل الصدارة في عدد الشبكات التي توهم الأشخاص بالهجرة الشرعية إلى بعض الدول الأوربية بتأشيرات وعقود عمل سليمة. الحصيلة الجديدة، إلى حدود أمس الاثنين، هي أربعين ضحية بعضهم تقدم بشكاية رسمية لدى وكيل الملك بابتدائية ابن سليمان فيما لازال آخرون يترددون. فقد تمكن مواطن إسباني يدعى بيدرو، لازال مختفيا عن الأنظار، من إيهامهم بالقدرة على تهجيرهم إلى بلده وتشغيلهم داخل شركة له للاستيراد والتصدير. المواطن الإسباني (58 سنة) استقر منذ ست سنوات بالمدينة الخضراء، وتمكن من كسب ثقة أسرتين بحي القدس، وتزوج بفتاة من كل أسرة، وهما زواجان أسفرا عن إنجاب ولد وبنت، ولم يتم بعد الكشف عن مدى شرعية الزواجين، لاختفاء الاسباني من جهة، وعدم تمكن الشرطة القضائية من الحصول على عقدي النكاح، بعد اعتقال الزوجة الثانية التي أنجب معها ابنة، والاستماع إليها رفقة والديها وإطلاق سراحها مؤقتا إلى حين استكمال التحقيق، وبعد فرار الزوجة الأولى أم الطفل رفقة والدتها. مصادر مطلعة أكدت ل«المساء» أن الزواجين غير شرعيين وأنهما تما لكسب ثقة المواطنين وتوريطهم في عمليات الهجرة المزعومة. وحسب مصادر أمنية فقد سبق للمواطن الإسباني أن هجر مجموعة من أقرباء زوجتيه، وأنه استغل الزوجتين وأسرهما لاستدراج الشباب الراغبين في الهجرة إلى الديار الإسبانية مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 3 و6 ملايين سنتيم للفرد، وقد تم حجز سيارة الإسباني رباعية الدفع المرقمة في الخارج. وتضيف نفس المصادر أن عدد الضحايا الذين تقدموا بشكايات رسمية لدى وكيل الملك بابتدائية ابن سليمان بلغ إلى حدود أمس 29 ضحية، فيما لازال يتردد آخرون خوفا من أن يتم اتهامهم بالتواطؤ في العملية، ويرى آخرون أنه مادام الإسباني سبق أن هجر شبابا من المدينة، ولم يتم بعد العثور عليه من أجل الاستماع إلى تصريحاته، فلا يمكن اتهامه بالنصب والاحتيال. وعلمت «المساء» أن مذكرة بحث وطنية ودولية حررت في حق الإسباني كما أعطيت التعليمات لمنعه من مغادرة التراب الوطني. عملية الكشف عن شبكة الاسباني جاءت متزامنة مع الكشف عن عشرين ضحية أخرى في مجال الهجرة، بطلها شقيقان بمدينة بوزنيقة تمكنا من الاستحواذ على حوالي 170 مليون سنتيم، بعدما أوهما ضحاياهما بقدرتهما على توفير التأشيرة والعمل مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 8 و9 ملايين سنتيم، وتلوك ألسنة السليمانيين أسماء أخرى من داخل وخارج المدينة تنشط في عمليات الهجرة إلى إسبانيا وإيطاليا، من بينها مستشار بإحدى بلديات جهة الشاوية ورديغة ومسير إحدى الشركات.