كان الجو حارا حين كان المتهم يرعى قطيعه في الحقول المجاورة للدوار حيث يسكن، وفكر في العودة إلى المنزل ليأخذ قسطا من الراحة بعد ساعات مضنية من الرعي، فساق قطيعه عائدا، وفور وصوله شرع في إدخال القطيع إلى الإسطبل، وحينها سمع صراخا في الجوار، كانت ابنته في تلك الأثناء تدخل في اشتباك مع ابن خاله (جاره) الذي كانت تجمعه به عداوة قديمة، وخلال ذلك الاشتباك أصابت ابنته الضحية بطعنتين كانت إحداها على مستوى جهازه التناسلي فيما أصابته الثانية في ذراعه، والتحق المتهم بالمكان حيث يجري النزاع وضرب الضحية على مؤخرة رأسه بقضيب حديدي فسقط مغمى عليه دون حراك. اتصل أحد سكان الدوار بالدرك الملكي هاتفيا مخبرا إياهم بأن شخصا قد تعرض للقتل أمام منزله من طرف شخص مجهول وأن جثته لاتزال بعين المكان، وعند انتقال عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان وجدت الضحية ملقى على ظهره، يحمل جرحا بليغا في مؤخرة رأسه، وعنقه ملطخ بالدماء، وبه جرح على مستوى ذراعه، وآثار كدمات على بطنه. باشرت عناصر الضابطة القضائية بحثها في الموضوع بالاستماع إلى ابن أخ الضحية (قاصر) الذي أفاد أنه كان رفقة عمه الضحية عائدين من البئر، فاعترضت طريقه ابنة المتهم وبيدها آلة حادة وضربته على مستوى جهازه التناسلي، ثم تدخل والدها وضربه بقضيب حديدي على ظهره حتى سقط أرضا واستمر في ضربه على رأسه. وتم الاستماع إلى والدة الضحية فأفادت بأنها كانت بالمنزل عندما قدم حفيدها وأخبرها بأن ابنها قد تعرض للضرب والجرح من طرف أفراد عائلة المتهم، وأنه لايزال ساقطا فتوجهت إلى حيث يوجد فوجدته ممددا على ظهره يصارع الموت، مشيرة إلى أن بين ابنها وابن عمه عداوة وربما يكون قد حرض عائلة المتهم على الاعتداء على الضحية. تحقيقات رجال الدرك الملكي استمرت بالاستماع إلى زوجة المتهم، والتي أوضحت أنها قدمت صباحا بمعية ابنتها من مدينة برشيد وكان زوجها بالإسطبل بينما دخلت هي إلى المطبخ إلى أن سمعت صراخ عائلة الضحية، وبما أن بينهما عداوة حول الأرض فإنها لم تخرج خوفا من تلفيق تهمة لها، وأفاد ابنها أنه كان أمام جهاز التلفاز عندما عادت أمه وأخته من مدينة برشيد، وبعدها قدم والده رفقة قطيع الغنم وصرح لهم أنه تعرض للتهديد من طرف الضحية ثم خرج غاضبا وبيده آلة حديدية (راطو) وتبعته أخته وبعد قليل سمع الصراخ يتعالى من طرف عائلة الضحية. عناصر الضابطة القضائية استمعت لابن عم الضحية الذي جاء ذكر اسمه على لسان والدة الضحية، فأفاد أن له عداوة قديمة معه، إذ سبق أن ضربه وكسر يده اليسرى فقدم شكاية لازالت جارية، ونفى ما جاء على لسان والدة الهالك من كونه حرض عليه عائلة المتهم، كما أنكر أن يكون على علاقة مع ابنة المتهم . عداوة قديمة عند الاستماع إلى المتهم من طرف الضابطة القضائية، صرح بأنه جار للضحية (ابن خاله) وكانت تجمعه به عداوة قديمة، مؤكدا أنه كلما التقى به يقوم بسبه وشتمه بكلام بذيء، ورغم كل ذلك فإنه لم يكن يحرك ساكنا أمامه، ويوم الحادث أخرج قطيعه إلى المرعى صباحا ولما اشتد الحر عاد إلى مسكنه، وحين كان يدخل البهائم إلى الإسطبل حضرت زوجته وابنته من مدينة برشيد فسمع صراخ أهل الضحية فصعد إلى السطح لمعرفة ما يجري وعندئذ سمع عائلة الأخير تتهمه بضربه، منكرا ما نسب إليه. وصرحت المتهمة عند الاستماع إليها بأنها تتردد على الدوار من حين لآخر، ويوم الحادث قدمت كعادتها رفقة والدتها وعند وصولهما إلى المنزل شاهدت والدها يقوم بإدخال البهائم إلى الإسطبل، وعندما سمعت صراخ عائلة الضحية التي تجمعها بهم عداوة قديمة من أجل الأرض وخوفا من تلفيق أية تهمة لهم لم تخرج من المنزل، منكرة الاعتداء على الضحية، هذه التصريحات سرعان ما عدلت عنها عند مواجهتها بتصريح أخيها، حيث أشارت إلى أن والدها حضر إلى المنزل في حالة هستيرية وأخبرهما أنه تعرض للتهديد بالسلاح الأبيض وللسب والشتم من طرف الهالك مما جعلها تفقد صوابها، وأخذت سكينا من المطبخ وخرجت في اتجاهه ثم قامت بتهديده على مستوى جهازه التناسلي دون أن تصيبه، وحاول هو الآخر ضربها لكنه لم يصبها، مما جعلها تقوم بطعنه في ذراعه، كما تدخل والدها حاملا قضيبا حديديا وضرب الضحية بقوة على مؤخرة رأسه فأرداه قتيلا وعندئذ فرا معا في اتجاه منزلهما، وقام والدها بإخفاء القطعة الحديدية بالزريبة المحيطة بمسكنهم وأعادت المتهمة السكين إلى المطبخ. عند استنطاقه تفصيليا، أكد المتهم أنه كانت تجمعه بالضحية، وهو ابن خاله وجاره في الوقت نفسه، عداوة قديمة، وأبرز أن الضحية كان يتحرش بابنته (المتهمة)، ويوم الحادث كان قد عاد بالبهائم من الحقل وسمع صراخا بالخارج ولما خرج استفسر ابنته عما حصل فأجابته بأنها ضربت الضحية بسكين لأنه حاول الاعتداء عليها جنسيا، مشيرا إلى أن ابنه يعاني من مرض عقلي، أما المتهمة فأفادت أنها عادت يوم الحادث رفقة والدتها من مدينة برشيد وتوجهت إلى حقل قريب لإدخال بهيمة إلى الإسطبل ففوجئت بالضحية يجرها ويحاول أن يغتصبها فدافعت عن نفسها وضربته بقطعة حديدية على مؤخرة رأسه حتى سقط وهربت إلى المنزل، أما والدها فقد كان يرعى البهائم بعيدا. متابعة صرح المتهم بأنه عاد يوم الحادث بالبهائم إلى منزله وسمع صراخا بالخارج ولما خرج استفسر ابنته عما وقع فأجابته بأنها ضربت الضحية بسكين عندما حاول الاعتداء عليها جنسيا منكرا اعتداءه عليه، وأكدت المتهمة أن والدها ضرب الضحية بأداة حديدية على رأسه وهو التصريح الذي جاء مطابقا للتشريح الطبي الذي كشف وجود رضوض في رأس الضحية، فضلا عن حجز الأداة التي استعملها المتهم (راطو) بالزريبة المحيطة بالمنزل. واعترفت المتهمة بأنها اعتدت على الضحية بواسطة سكين تم حجزها، وأكد التقرير الطبي أن الهالك توفي نتيجة نزيف دموي برأسه وذراعه، وكيف قاضي التحقيق صنيع المتهمين بجناية الضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، وأمر بمتابعتهما بصك الاتهام الموجه إليهما وإحالتهما على غرفة الجنايات لمحاكمتهما طبقا للقانون.