فجّر حادث تسلل دخلاء إلى داخلية مؤسسة الحسن الأول للأقسام التحضيرية في طنجة فضائح «ثقيلة»، بعدما تبيّن أن الأمر لا يتوقف عند مشكلة غياب الأمن، حيث إن المؤسسة، التي لم يمضِ على تدشينها سوى 3 أسابيع، ظهرت في بناياتها عيوب بالجملة، وتسرّبت مياه الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على طنجة إلى داخل الأقسام وغرف المبيت، وهي الفضائح التي وصلت يوم الاثنين الماضي إلى قبة البرلمان. واستغلّ تلاميذ المؤسسة حادث اقتحام حراس أمن سكارى داخلية الطالبات للاحتجاج على وضعية المؤسسة، التي أصابها «الاهتراء»، قبل أن تُتمّ شهرها الأول، حيث نظم الطلبة وقفات احتجاجية كشفوا فيها للرأي العامّ معاناتهم مع غياب الأمن وتسرب مياه الأمطار إلى الأقسام والغرف وباقي المرافق. وكان النائب البرلماني محمد خيي قد تطرق لهذه القضية في الجلسة الأخيرة لمجلس النواب، في سياق سؤال وجّهه للوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إدريس اليزمي الإدريسي، حول عدم وفاء بعض المؤسسات العمومية بأداء مستحقات الشركات، إذ تطرق خيي لمشاكل مؤسسة إدريس الأول، التي افتتحت قبل 3 أسابيع فقط، مشيرا إلى أن التصدّعات التي ظهرت في بناياتها والعيوب التي سمحت لمياه الأمطار بإغراق المؤسسة تؤكد وجود «غشّ» في البناء، داعيا إلى فتح تحقيق في هذه القضية. وبات فتح تحقيق عاجل في هذه «الفضيحة»، كما باتت توصف، مطلبا مُلحّا للطلبة وذويهم وللأساتذة الذين أعلنوا تضامنهم مع الطلاب، خاصة أن المبلغ الذي رُصد لبناء هذه المؤسسة تعدى 50 مليون درهم، ما يطرح تساؤلا عن مآل هذا المبلغ، ما دامت البناية لم تستطع الصمود لأكثر من 3 أسابيع قبل أن تظهر فيها عيوب فادحة، وفق المصادر ذاتها. وقد تسببت مياه الأمطار التي تسربت إلى داخل المؤسسة في أضرار جسيمة لتجهيزاتها، ووصلت السيول إلى الأقسام والمكتبة والمطعم وغرف المبيت والحمامات، بل أيضا إلى قاعة المعلوميات، ما هدد بتسربها إلى مقابس الكهرباء وتعطيل المعدّات الإلكترونية وتهديد سلامة الطلاب والطالبات. وحسب رواية بعض الطلبة، فإنهم يعانون من مشاكل أخرى، خاصة في الجناح الداخليّ، حيث إن عدم إتمام ورش المؤسسة ترك فيها عدة منافذ تسمح بتسلل غرباء إلى داخلها، وخاصة جناح الطالبات، اللواتي أكّدن تعرض بعضهن لمضايقات من لدن غرباء، بينما يغيب الأمن داخل المؤسسة وحول محيطها، مع العلم أن أشغال البناء لا تزال مستمرة رغم نقل الطلبة إليها وبدء الدراسة والسكن فيها.. وأوضح الطلبة أنهم كانوا يفضلون أن يظلوا في مؤسستهم القديمة، على أن يتم نقلهم إلى مؤسسة جديدة غير مكتملة البناء وتفتقر إلى الأمن. وكانت نيابة التعليم قد اضطرت إلى نقل طلبة الأقسام التحضيرية صوب مؤسسة الحسن الأول في وسط العام الدراسي، بسبب الاحتجاجات المتكررة لطلبة المركز الجهوي للتعليم، حيث إنه كان من المقرر أن تدشَّن مؤسسة الحسن الأول في بداية الموسم الدراسي الجاري، لكنّ تأخر أشغال البناء أجّل ذلك، قبل أن تتراجع نيابة التعليم عن قرارها، رغم عدم اكتمال الأشغال في البنايات الجديدة وإصلاحات الأجنحة المتقادمة، علما أن أسوار المؤسسة نفسها غير مكتملة البناء، ما يجعل المؤسسة مشرعة أمام الغرباء، وهو أكثر ما تتخوف منه نزيلات الداخلية، اللواتي أكدن أنهنّ يعانين من تحرشات يومية بسبب ذلك، وأيضا بسبب عدم وجود عناصر أمن. وفي ظل امتناع النائب الإقليمي سعيد بودرا عن الإجابة على مكالمات «المساء»، اتصلت الجريدة بمدير الأكاديمية الجهوية للتعليم في جهة طنجة -تطوان، عبد الوهاب بن عجيبة، الذي نفى أن تكون المياه قد تسرّبت إلى المباني الجديدة للمؤسسة، وإنما إلى داخلية الطلبة، التي تخضع للإصلاح حاليا. وأكد مدير الأكاديمية الجهوية أن الكلفة الكلية للبنايات الجديدة بلغت 50 مليون درهم، وتهمّ بناء 24 حجرة للدراسة العامة و16 للدراسات العلمية والمختبرات وجناح جديد يتسع ل300 طالبة ومرافق رياضية ومسكن للإداريين ومرافق أخرى.. وحول تسرب المياه إلى الأقسام الجديدة، والذي تتوفر «المساء» على صور له، أوضع بن عجيبة أن «سببه هو العاصفة التي ضربت طنجة في نهاية الأسبوع، وهو أمر ربّاني»، حسب تعبيره، واصفا المؤسسة بأنها «الأفضل على الصعيد الوطنيّ».