تعاني العديد من النساء من الآثار التي يمكن للجروح أن تتركها، مثل حدوث ندبة غائرة أو مرتفعة أو اكتساب لون مختلف عن لون الجلد الطبيعي أو إحداث تورم وما يعرف ب(كيلويد Keloid)، والتعامل مع مثل هذه الآثار يجب أن يكون بحذر شديد وعلاجها لا يجب أن يتم بواسطة وصفات من دون استشارة الأخصائيين، قد تؤدي إلى نتائج عكسية وأسوأ من السابق. لأجل ذلك استفسرنا ليلى العمراني، أخصائية التلوين الطبي الدائم للجلد عن الحل للتخلص من هذه الآثار على مستوى الجلد، والتي تخلف آثارا عميقة في نفسية المرأة خاصة. أكدت ليلى العمراني في حوارها مع «المساء» أن التلوين الطبي الدائم هو أحدث وسيلة لإخفاء آثار الجروح أو الحروق القديمة وأيضا البرص، بوصفه الحل المتوصل إليه حاليا من لدن الأخصائيين العالميين في هذا المجال، حيث يوفر المعادلة الصعبة والمتمثلة في الأمان وأيضا الجمال. وأوضحت ليلى في حوارها مع «المساء» أن إخفاء الآثار والندبات، تختلف من حالة إلى أخرى، تبعا لعمق الجرح والمرحلة العمرية التي حدث فيها، ونفس الشيء بالنسبة للآثار التي خلفتها العملية الجراحية وأيضا مكان تواجدها، لأن الجرح الموجود في البطن ليس كالذي يوجد في الوجه أو الخد أو الذقن. وتبين العمراني أسباب تكون الندبات بعد التعرض مثلا لجرح أو أذى جلدي أو غير جلدي، حيث تبدأ الخلايا المناعية الموجودة في الدم بالتجمع في منطقة الأذى، لتنظيف المنطقة من الجراثيم والفضلات الناتجة عن الخلايا المتأذية، بأن تفرز الخلايا المناعية مركبا جزيئيا يدعى «TGF»، وهذا المركب يحرض على عملية إعادة ترميم الجرح، ويفعل الخلايا المضادة للالتهابات ويزيد من إفراز عوامل الترميم والبناء الموجودة في منطقة الأذى. وكلما كانت عملية الترميم أسرع وغير مختلطة بالتهابات، تكون الندبة صفراء وغير مرئية، لكن إذا كانت عملية الترميم بطيئة وهناك صعوبة في التخلص من الفضلات والجراثيم، فإن عملية الالتحام في مكان الإصابة تظهر على شكل ندبة كبيرة. وبالطبع هناك آليات أخرى لحدوث الندبات لدى بعض الناس، بسبب تكاثر الألياف المرنة فوق الجلد، حيث تظهر الندبة على شكل حبل جلدي سميك وأحمر. وبخصوص العلاج، أوضحت العمراني أنها تعتمد بالأساس على التلوين الطبي للجلد بحقن موضعية تناسب لون الجلد الطبيعي، وتتميز بكونها تحفز الخلايا على إنتاج مادة الكولاجين، بفضل احتوائها على مواد طبيعية من معادن وغيرها وهي مستوردة من المختبرات الأمريكية، كما أنها لا تشكل أي خطر على البشرة. وتكمن فعاليتها في قدرتها على إخفاء آثار جروح ما بعد العمليات الجراحية مثل جراحات السمنة، شد البطن وعمليات الولادة القيصرية وغيرها من العمليات الجراحية التي تترك ندوبا كبيرة وملحوظة وتتسبب في الإحراج ، القلق ، انعدام الثقة في النفس وغيرها من الآثار النفسية غير المحمودة، وخاصة الموجودة بالوجه واليدين وحتى الساقين.