لا تدري أسرة عبد العالي مصباح، البالغ من العمر 19 سنة، المصاب بإعاقة ذهنية خفيفة، أي باب تطرقه لإنقاذ حياة ابنها الذي يعاني من فقر الدم بسبب «مرض غريب»، إذ يحتاج إلى عملية جراحية على مستوى المعدة بعد أن ابتلع في ظروف غامضة مفتاحا ميكانيكيا ومسامير وأدوات حديدية. بدأت الحالة الصحية لعبد العالي مصباح تتدهور، كما حكت ذلك والدته ل«المساء»، منذ يونيو 2012، حين ظهرت عليه أعراض تتمثل في آلام حادة في البطن والتقيؤ نقل على إثرها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الفارابي بوجدة، حيث خضع لفحوصات طبية باستعمال «أنبوب مسبار» تبين من خلالها وجود أشياء غريبة داخل المعدة وأعطي مسكنات وتم إفهام أسرته بأنه في حاجة إلى عملية جراحية لاستخراجها، لكن لا يمكن إجراؤها بسبب الحالة الصحية للمريض. لا تعلم الوالدة كيف ابتلع ابنها عبد العالي تلك الأدوات الحديدية، رغم أنه اتهم بعض الشبان الذين استغلوا حالته المرضية هذه وأقنعوه بابتلاعها، وكل ما تريده هو إنقاذه بعد أن وصلت حالته الصحية إلى وضعية خطيرة لم يعد يستطيع معها تناول الطعام، وهو الوضع الذي سبب له عجزا عن التحرك وفرض عليه إجراء عملية إضافة الدم بصفة منتظمة، إضافة إلى الأوجاع والآلام التي تقطع معدته وأحشاءه، وتمزق قلب والدته التي لم تجد لوضعيته مخرجا. سبق أن نقلت الأسرة عبد العالي إلى الدارالبيضاء وعرضته على أطباء بمستشفى 20 غشت ثم بالمستشفى الجامعي ابن رشد، حيث خضع لكشوفات طبية وأجريت له صور بالأشعة أظهرت ما في بطنه، لكن دون أن يتم إخراج هذه الأدوات من داخل بطنه في الوقت الذي بدأت حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم وأصبحت حياته في خطر. رغم إعاقته الذهنية الخفيفة، كان عبد العالي الذي ينتمي إلى أسرة فقيرة متكونة من 6 أفراد، يتابع دراسته بإحدى المؤسسات المهتمة بالمعاقين ذهنيا بوجدة وكان يزور المستشفى بصفة منتظمة لحقنه بكميات من الدم. نقل عبد العالي مرة أخرى إلى المركز الاستشفائي الفارابي بوجدة، الإثنين الماضي في حالة صحية حرجة، ومكث هناك ووالدته بجانبه إلى الجمعة حيث تلقى كميات من الدم، قبل أن يتم تسريحه في وضعية حرجة ومعدته مملوءة بتلك الأدوات من حديد.