عبرت أسرة المهندس البلدي بوجدة المرحوم، محمد بوجوالة، عن غضبها من الإهمال والتقصير اللذين لاقاهما الهالك بأقسام المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة، بعد نقله إليه، مساء الإثنين المنصرم، في وضعية صحية حرجة نتيجة إصابته بنزيف حادّ في المعدة، ولم يجد من يقدم له الإسعافات الضرورية لإنقاذ حياته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح أول أمس الأربعاء. وأكد الطاهر بوجوالة، شقيق الهالك، أن العائلة لن تسكت عما وقع وتحمل مسؤولية وفاة ابنها للمركز الاستشفائي الفارابي ووزارة الصحة، وأبرز أن العائلة صدمت من الوضعية المزرية للمستشفى، إذ لم تستسغ غياب طبيب المستعجلات ووجود آلات معطلة، وذكر كيف اضطرت الأسرة إلى إخراج المريض وهو في حالة حرجة من قسم المستعجلات، ليلا، لنقله إلى مصحات أخرى من أجل إجراء فحوصات بالأشعة. وبعد البحث تمكنوا من العثور على إحدى المصحات لا تتوفر على مصعد، مما اضطر المريض إلى الصعود عبر الأدراج ليغمى عليه ثلاث مرات وهو في وضعية صحية خطيرة، ليعاد إلى المستشفى لكن هذه المرة لم يجد أفراد الأسرة مسؤولا يوقع وثيقة تسلم كمية من الدم كان المريض في حاجة إليها، ليسلم المهندس الشاب روحه إلى بارئها. ومن جهته، وجه عمر حجيرة، رئيس مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، رسالة عاجلة في موضوع وفاة المهندس محمد بوجوالة التابع لبلدية وجدة، إلى وزير الصحة والمسؤولين عن صحة المواطنين بالمدينة. المهندس البلدي محمد بوجوالة (44 سنة) متزوج بدون أطفال، شقيق رئيس الجامعة الملكية المغربية للريكبي ورئيس المولودية الوجدية للريكبي الطاهر بوجوالة، وشقيق ادريس بوجوالة النائب الأول لرئيس الجهة الشرقية، والبرلماني السابق بمجلس المستشارين. يشار إلى أن المركز الاستشفائي الفارابي عرف العديد من الوقفات الاحتجاجية نفذتها النقابات، تنديدا بما وصفته بالوضعية الكارثية بمستشفى الفارابي ومراكز التشخيص وجلّ المراكز الصحية، ومعاناة الشغيلة الصحية نتيجة التسيب والفوضى السائدة والإهمال الممنهج والاستقالة غير المباشرة للإدارة، بإغراق المستشفى بالزوار والسماسرة أثناء أوقات العمل دون حسيب ولا رقيب، حسب تعبير البيانات، وتهرب عدد غير قليل من منعدمي الضمير عن مسؤولياتهم (الهروب والتهريب..)، وإغراق المستعجلات في الفوضى بسبب نقص الموارد البشرية وغياب الوسائل.