كشفت مؤسسة «بيو» الأمريكية المتخصصة في أبحاث الأديان والحياة العامة، يوم الثلاثاء الماضي، عن تقرير جديد حيَّن خريطة انتشار مختلف الأديان في العالم، ووقفت عند حجم اللادينية عالميا في السنتين الأخيرتين. ورغم أن المسيحية حافظت على صدارة الأديان الأكثر انتشارا من حيث عدد معتنقيها، فإن الإسلام خطف الأنظار بوتيرة انتشاره السريع وحضوره على نطاق جغرافي وصفته الدراسة ب«الشاسع»، في حين اعتبرت الدراسة ذاتها اليهود كأصغر مجموعة دينية في العالم على الإطلاق. وحسب الدراسة التي صدرت تحت عنوان: «المشهد الديني العالمي: تقرير عن حجم وتوزيع المجموعات الدينية في العالم اعتبارا من سنة 2010»، فإن 31,5 في المائة من سكان العالم يعتنقون المسيحية، وهو ما بوأها صدارة المجموعات الدينية على الصعيد العالمي، وآلت الرتبة الثانية للإسلام بنسبة 23.2 في المائة. وكان لافتا تقدم مجموعات دينية آسيوية على اليهود بفارق كبير. إذ جاءت الهندوسية في الرتبة الثانية ب15 في المائة، ثم البوذيون ب7 في المائة. في حين لا يتجاوز إجمالي سكان العالم معتنقي اليهودية 0,2 في المائة. وأفادت الدراسة نفسها، التي شملت 230 دولة وإقليما، بأن نحو 6 في المائة من سكان العالم في القرن الواحد والعشرين يعتنقون ما يعرف بالديانات الشعبية. وتتكون بالأساس من «الاعتقادات التقليدية المنتشرة بالصين وإفريقيا وأستراليا، والتي كانت سائدة قبل بزوغ فجر الأديان السماوية. كما أشارت إلى أن 16.3 في المائة من سكان العالم، ما يعادل مليارا و100 مليون نسمة لا يعتنقون أي دين، غير أن هذه النسبة تنخفض إلى 0,2 في المائة، وهو ما يعادل مليونين و100 ألف شخص من إجمالي العرب البالغ عددهم 341 مليون نسمة. علما بأن 84 في المائة من سكان العالم، وفق الدراسة نفسها، يعتنقون دينا، ولا تتجاوز نسبة اللادينيين أو الملحدين 16 في المائة. ورغم أن الإسلام يأتي ثانيا بعد المسيحية من حيث الانتشار، فإن الدراسة أكدت أن 73 في المائة من المسلمين يتمركزون في دول يشكلون فيها أغلبية السكان. ويصل عدد هذه الدول إلى 49، نسبة هامة منها في الشرق الأوسط، التي يعتبر المسلمون أغلبية سكان 19 دولة بها. وأظهرت الدراسة كذلك أن المسلمين يعتبرون أكثر المتدينين في العالم شبابا. إذ قدرت متوسط عمر المسلمين بنحو 23 سنة، وهو أقل بخمس سنوات عن متوسط عمر سكان العالم البالغ 28 سنة. في حين يصل متوسط عمر المسيحيين إلى 30 سنة، ويرتفع هذا المؤشر عند اليهود ليبلغ 36 سنة. كما توقعت تسجيل ارتفاع في أعداد المسلمين بنسبة 35 في المائة في أفق سنة 2030. وينتظر أن ينتقل عددهم من مليار و100 مليون حاليا إلى مليارين و200 مليون نسمة في 2030 من إجمالي سكان العالم المتوقع أن يصل تعدادهم في تلك السنة إلى 8,3 مليارات نسمة.