كشفت دراسة نشرت خلال الثلث الأخيرة من ديسمبر 2012 عن حجم اتباع الاديان في العالم ان من لا ينتمون لأي دين يمثلون ثالث أكبر مجموعة بعد المسيحيين والمسلمين وقبل الهندوس مباشرة. وأظهرت الدراسة التي استندت إلى بيانات موسعة لعام 2010 أن الإسلام والهندوسية هما العقيدتان الأكثر احتمالا للنمو في المستقبل في حين أن لليهودية اضعف احتمالات النمو. وأظهرت الدراسة أن المسيحية هي أكثر الديانات انتشارا بالتساوي في أنحاء العالم اذ أنها موجودة في كل مناطق العالم في حين أن الهندوسية هي الأقل عالمية نظرا لأن 94 في المئة من معتنقيها موجودون في دولة واحدة هي الهند. وبصورة عامة خلصت الدراسة التي أصدرها منتدى بيو للأديان والحياة العامة بعنوان "المشهد الديني العالمي" الى أن 84 في المئة من سكان العالم الذين قدرتهم بنحو 6.9 مليار نسمة يعتنقون عقيدة ما. وتغطي فئة "اللادينيين" كل من لا ينتمون لأي دين سواء من اتباع مذهب "اللا أدري" الفلسفي الذين يعتقدون بعدم كفاية العقل لادراك وجود الله وأصل الكون والملحدين ومن يعتنقون معتقدات روحية لكن ليس لها صلة بأي عقيدة راسخة. وأكدت الدراسة على أن "الكثير ممن ليس لهم انتماء ديني يعتنقون معتقدات دينية أو روحية". وتابعت الدراسة "الإيمان بالله أو القوة العليا قاسم مشترك بين سبعة في المئة من البالغين الصينيين الذين ليس لهم انتماء ديني و30 في المئة من البالغين الفرنسيين الذين ليس لهم انتماء ديني و68 في المئة بين البالغين الأمريكيين الذين ليس لهم انتماء ديني". ومن المستحيل الحصول على العدد الدقيق لمعتنقي كل ديانة ويمكن أن تتفاوت التقديرات لحجم الديانات الاكبر بواقع مئات الملايين. وهذه الدراسة التي أجراها منتدى بيو ومقره واشنطن تبدو واحدة من أكثر الدراسات تفصيلا حتى الآن. وقال كونراد هاكيت خبير علم السكان في منتدى بيو إن الدراسة شملت الاطلاع على 2500 عملية تعداد للسكان ومسح وسجل سكاني لكن هذه المواد لم تتح المزيد من التفصيل لتقدير عدد الملحدين أو اللاأدريين على مستوى العالم. وأضاف "هذا ليس نوعا من البيانات التي تتاح عن كل بلد... سيسأل تعداد السكان عن الدين ويمكن أن تقول انك تعتنق دينا بعينه أو لا دين". وأظهر تفصيل للأعمار أن المسلمين لديهم أدنى عمر أوسط إذ يبلغ 23 عاما مقارنة مع 28 عاما لسكان العالم. ويبرز العمر الأوسط الفاصل الذي تقل عنه أعمار نصف عدد السكان بينما تزيد أعمار النصف الآخر عنه. وقال هاكيت "سوف يزيد المسلمون كنسبة من سكان العالم وتمثل هذه التركيبة القائمة على صغر السن جزءا مهما من ذلك". وعلى العكس من ذلك فإن اليهودية التي يعتنقها 14 مليون شخص أو 0.2 في المئة من سكان العالم لديهم أعلى عمر أوسط ويبلغ 36 عاما مما يعني أن احتمالات النمو هي الأضعف. وأشار هاكيت إلى أن الكيان الصهيوني الذي يوجد به 40.5 في المئة من يهود العالم لديه هيكل أعمار أصغر سنا من الولاياتالمتحدة التي يعيش بها 41.1 في المئة من يهود العالم. ويبلغ العمر الأوسط بالنسبة للمسيحية على مستوى العالم 30 عاما والهندوسية 26 عاما. كما أظهرت الدراسة أن احتمالات نمو الأشخاص الذين ليس لهم انتماء ديني محدودة نظرا لأن العمر الأوسط يبلغ 34 عاما. وقدرت الدراسة أن المسيحية هي أكبر ديانة في العالم إذ يعتنقها 2.2 مليار شخص أو 31.5 في المئة من سكان العالم موزعون في 157 بلدا. وتمثل الكنيسة الكاثوليكية ما يصل إلى 50 في المئة من ذلك الإجمالي في حين أن البروتستانت ومنهم الانجليكان والكنائس غير الطائفية يمثلون 37 في المئة والأرثوذكس 12 في المئة. ويبلغ عدد المسلمين نحو 1.6 مليار شخص أو 23 في المئة من سكان العالم. وقالت الدراسة "الأغلبية الساحقة من السنة (87-90 في المئة) وما بين 10-13 في المئة من الشيعة". ومن بين 1.1 مليار شخص ليس لهم انتماء ديني في أنحاء العالم يعيش 62 في المئة في الصين ويمثلون 52.2 في المئة من سكان الصين. واليابان هي البلد الآخر الذي يضم أغلبية لا دينية وتمثل 57 في المئة من سكان البلاد. وبعد ذلك تأتي الولاياتالمتحدة حيث قال 16.4 من الأمريكيين انهم لا يرتبطون بأي ديانة معروفة. ويتركز أغلب معتنقي العقيدة الهندوسية في الهند ونيبال وبنجلادش. ويعيش نصف بوذيي العالم في الصين وتليها تايلاند بفارق كبير حيث يوجد بها 13.2 في المئة من إجمالي البوذيين في العالم ثم اليابان بنسبة نحو 9.4 في المئة. وأظهرت الدراسة أن نحو 405 ملايين شخص أو نحو ستة في المئة من سكان العالم يتبعون معتقدات فولكلورية مثل تلك الموجودة في افريقيا أو الصين أو بين السكان الأصليين في أمريكا واستراليا. كما أن هناك 58 مليون شخص أي حوالي واحد في المئة تقريبا من سكان العالم يعتنقون "ديانات اخرى" تشمل البهائية والطاوية والشنتوية والسيخية وغيرها من المعتقدات ويوجد أغلبهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي.