هل فكرت يوما أن طفلك (طفلتك) الصغير سيصبح شابا ومراهقا؟ هل لاحظت أن هذا الصغير لم يعد طيّعا أو سهل المعاملة، كما أن عملية التواصل معه أصبحت معه صعبة؟ تعد مرحلة المراهقة مرحلة صعبة على الوالدَين باعتبارها من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في أطواره المختلفة، التي تتسم بالتجدد المستمر والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنسانيّ الرشيد. كما قد تكون هذه المرحلة صعبة وغيرَ خالية من المشاكل، ومن أهمّ هذه المشكل ميلُ المراهق إلى الاستقلالية عن الأهل ومحاولة الاندماج في مجموعات شبابية من أبناء جيله وبدء الاهتمام بالجنس الآخر.. لذا فإنّ التعامل مع المراهق فنّ لا بد أن يُجيده الآباء والأمهات حتى تمر هذه المرحلة بسلام. فماذا يحتاج المراهق؟ تقول هدى أحجيج، الأخصائية في الطب الفسي، «إن سن المراهقة هي مرحلة انتقالية من الطفولة إلى سن الرشد، يعيش فيها المراهق، في أغلب الأحيان، حالات تغيُّرٍ من شأنها أن تخلق بعض الاضطرابات في التصرف لدى المراهق.. لذلك فإن دور الآباء هو أن يواكبوا هذه التغيرات باستعمال خليط من الحزم والليونة». من غير المنطقيّ أن يكون الوالدان هما من يتصيدان ويعُدّان الأخطاء على المراهق لأنّ الكل معرّضون للخطأ. والتلميح أو الحديث غير المباشر عن خطأ ما يساعد المراهق على تفاديه مستقبلا. ومن أهمّ النصائح التي توجهها الأخصائية النفسانية لأولياء الأمور ألا يجعلوا التخوف من هذه التصرفات يعكر ويضطرب نوعية علاقاتهم بأبنائهم حتى لا ينقلب الأمر إلى صراع. وتؤكد أنّ على الآباء التذكير بوجهة نظرهم في ما يحدث، مع فتح الحوار حول وجهة نظر أبنائهم ومصاحبتهم لاتخاذ القرارات الصائبة. وبهذا يُحقّق الوالدان الهدفَ المُتمثّل في مساعدة هذا المراهق على اجتياز مراهقته بسلام والوصول إلى مرحلة النضج بسند نفسيّ واجتماعي ومعنويّ منيع.