من المعروف أن مرحلة دخول الطفل الحضانة للمرة الأولى تعتريها بعض الصعوبات، سواء بالنسبة إلى الطفل أو لأولياء أمره على حد سواء، حيث تعد هذه التجربة مرحلة جديدة بالنسبة إلى الطفل الذي يغادر البيت ويبتعد عن أبويه وعن المكان الذي ألِفه في سنوات طفولته، لذلك تؤكد هدى احجيج، الأخصائية في علم النفس التربوي للأطفال، أن لدى الطفل ثلاث مؤشرات طبيعية للنمو، وتعتبر المرحلة التي يُعبّر فيها الطفل عن فزعه من فراق الأشخاص الذين له بهم ارتباط ثالث مؤشرا على سلامة صحته النفسية وعلىسلامة نموه النفسي، لذلك فإنه من الطبيعي ابتداء من الشهر ال12 من عمر الطفل أن يبدأ في التعبير عن خوفه من فراق أقاربه. وترى الدكتورة احجيج أن فترة انفصال الطفل عن والديه مهمة جدا للنمو النفسي للطفل وعلى الآباء أن يتحملوا فيها دورهم بمصاحبتهم أبناءَهم أول مرة خلال دخولهم المدرسي الأول وأن يُشعروهم بالاطمئنان، لأن هذا الشعور ينعكس إيجابيا على الطفل. وترجع أسباب دخول الطفل في نوبة بكاء شديدة عند أول دخول مدرسي إلى شعوره بتجربة الفراق مع الأشخاص الأقرب إليه والدخول إلى عالم جديد بالنسبة إليه، مما يحرك لديه إحساسا بعدم الثقة من عدم ملاقاة والديه ثانية، وهو ما يمسى في علم النفس «L'angoisse de l'abondon». وبالنسبة إلى الخطوات الأولية التي تساعد في إعداد الطفل نفسيا لدخول الروض، تنصح احجيج الآباء بمساعدة الطفل على الاستعداد لهذا بزيارة المدرسة والتعرف على الطاقم وخلق جو من الألفة، مما سينعكس إيجابيا على الطفل، الذي سيشعر بالطمأنينة بملاحظة اطمئنان والديه، لأن من العوامل التي قد تجعل الطفل لا يحتمل فراق والديه هو شعوره بأن والديه أو أحدهما غير مرتاح أو غير مستعد لعيش هذه التجربة. بعد عودة الطفل الأولية من الروض تنصح الدكتوة احجيج أولياء الأمور بتشجيع الطفل والثناء عليه، لأنه استطاع تخطّي التجربة وأن بكاءه شيء عادي وشعور ينتاب جميع الأطفال، لتعلقهم بآبائهم، وتردف قائلة: «من المهم جدا أن يحاول الآباء أن يسترجعوا مع أطفالهم الأمورا الجميلة التي وجدها في الحضانة حتى يحبباه في العودة إليها مرة أخرى». وتشدد الدكتورة هدى احجيج على أنه في حالة عدم توفر وسيلة نقل مدرسي وكان أولياء الأمور مُلزَمين بجلب أبنائهم بأنفسهم عليهم عدم ترك الطفل ينتظر في المدرسة، حيث يرى كيف أن كل أصدقائه قد غادروا إلى منازلهم، فيما يظل هو وحيدا، لأن من شأن ذلك أن يبعث الخوف والقلق في قلبه والنتيجة: عدم رغبته في العودة إلى الروض مرة أخرى. أخصائية النفسانية