كشفت المباراة الإعدادية التدريبية أمام منتخب زامبيا الثلاثاء الماضي، والتي انتهت بالتعادل السلبي أن المنتخب الوطني افتقد لكثير من مقومات التنافسية على بعد عشرة أيام، من انطلاق منافسات النسخة 29 لكأس الأمم الإفريقية، إذ تنتظر الفريق الوطني مباريات بإيقاعات أسرع وصراعات أكبر بالدور الأول أمام أنغولا والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا. جمود في الدفاع وسلبية في الوسط وغياب الإبداع في الخط الأمامي وتباعد الخطوط عناوين أداء أقل من المتوسط في أول محك إعدادي.
بطء وجمود الدفاع وجد الدفاع المغربي عدة صعوبات للقيام بمهامه، رغم أن المنافس لم يقم بضغط مكثف، ولم يتوفر على كثافة عددية في المناطق المغربية، لكن ذلك لم يكن كافيا ليقدم الدفاع المغربي أداء مطمئنا، حيث اتسم أداؤه بالبطء إلى درجة الجمود مع نقص في التجانس والتفاهم وغياب القدرة في التقدم للأمام ومساندة الخط الأمامي وعجز خط الدفاع عن تقديم صورة مطمئنة على خاصة مستوى الأطراف ونفس الشيء بالنسبة للمهدي بنعطية الذي تأثر بإصابته الأخيرة.
وسط ميدان بأداء سلبي لم يتمكن خط الوسط من أداء أدواره الدفاعية والهجومية على حد سواء خاصة في الشوط الأول، إذ لم يوفق اختيار اللعب بالثنائي عادل هرماش وكريم الأحمدي حيث ظهر جليا تداخل في الأدوار وكثير من الكرات الضائعة وقليل من الكرات المسترجعة وغياب تام عن انطلاق الهجمات من الخلف بل إن النرفزة الزائدة انضافت لعلامات سلبيات الأداء. وسار لاعبو البناء الهجومي على نفس المسار ولم يساهموا في بناء حملات إلا نادرا ومن خلال مبادرات فردية.
غياب الإبداع وصناعة اللعب رغم إتاحة مساحة كافية ليونس بلهندة في وسط الميدان المتقدم، إلا أنه افتقد للإبداع الذي ميز أداءه عبر السابق، وبدرجة أقل عبد العزيز برادة الذي كان يكثر من اللعب الفردي، بينما غاب امتياز صناعة اللعب وقيادة الفريق لخلق أكثرية عددية تربك دفاع المنتخب الخصم وتجعله يرتكب أخطاء وهو ما لم يحصل.
غياب الفاعلية أمام المرمى سدد هجوم المنتخب المغربي أربع تسديدات مؤطرة مقابل تسعة غير مؤطرة وهي أرقام معبرة عن غياب الفاعلية ونقص مهول في فرص التسجيل طيلة 90 دقيقة كان في نصفها الأول يوسف العربي شبه معزول بينما وقع عبد الرزاق حمد الله في نصف المباراة الثاني في مصيدة التسلل لتغيب الفعالية أمام المرمى في الفرص القليلة التي أتيحت حيث برزت الحاجة لرفع درجة الفاعلية لأن هناك مباريات مغلقة قد لا تتاح فيها فرص كثيرة
رهان التأقلم أرجع رشيد الطوسي في جزء كبير من تحليله أداء المنتخب لعامل التأقلم ومرور خمسة أيام فقط وانتهاء المرحلة الأولى للإعداد حيث ظهر جليا بأن التأقلم لا يزال أمه وقت آخر بعد أن وجد لاعبو المنتخب صعوبات للقيام ببناء هجمات وتبادل كرات بل غابت عنهم الرغبة والتنافسية ولم يكن أغلبهم مؤهلا لعب أكثر من 45 دقيقة مما يتطلب بذل المزيد من الجهد والإعداد فيما يستقبل من أيام لأن إيقاع لعب منافسيه مرتفع وجد متقدم.