احتفلت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، يوم الخميس الماضي بالعيد الثالث للصحافيين الرياضيين، الذي كان فرصة لتكريم مجموعة من الأسماء التي ارتبطت بالإعلام الرياضي، مثلما كان فرصة أيضا لتكريم أفضل الأعمال الصحفية الرياضية، إذ توج زميلينا في «المساء الرياضي» أحمد امشكح بجائزة القلم الذهبي، والمصور مصطفى الشرقاوي بجائزة أفضل صورة، في وقت أحرزت قائمة بلعوشي الصحفية بالقناة الأولى جائزة الميكروفون الذهبي لأفضل عمل تلفزيوني أو إذاعي. وإذا كان العيد الثالث للصحفيين الرياضيين، فرصة للاحتفال، فإن مبادرة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بتنظيم هذه المسابقة، التي تشجع على التنافس الإيجابي بين الصحفيين الرياضيين، وتمنحهم الحافز للعمل، تستحق التنويه، خصوصا أن الصحافة الرياضية مغيبة عن جوائز وزارة الاتصال. وفي مقابل هذا التنويه، ببادرة إطلاق هذه الجائزة، فإن العيد الثالث للصحفيين الرياضيين، يجب أن يكون منطلقا أيضا للحديث عن واقع الإعلام الرياضي في المغرب، وعن دور الجمعيات سواء الجمعية المغربية للصحافة الرياضية أو رابطة الصحفيين الرياضيين أو اتحاد الصحفيين الرياضيين، أو غيرها من جمعيات يمكن أن ترى النور مستقبلا. وإذا كان الإعلام الرياضي المغربي يتطور على مستوى الممارسة، إلا أن من الملاحظ، هو أن الكثير من الأشياء تجر هذا الإعلام إلى الخلف. فالمغرب يكاد اليوم يكون البلد الوحيد، الذي تتناسل فيه الجمعيات المنظمة للصحافة الرياضية بشكل غريب، وإن كان لذلك أسبابه الموضوعية، والمغرب يكاد يكون البلد الوحيد الذي يعطي صحفيوه الرياضيون الدروس للجامعات وللمسؤولين في المجال، بينما جمعيات الصحفيين الرياضيين لا تعقد جموعها العامة، ولا تقدم بدورها حساباتها المالية أو الأدبية، وتغيب عنها الشفافية، ومع ذلك لا يتردد الكثير من المنتمين إليها، في «تخراج السنطيحة»، وجلد الآخرين وتوجيه النقد لهم. إن عيد الصحفيين الرياضيين، يجب أن يكون فرصة لينظر المنتمون إلى هذا القطاع إلى وجوهم في المرآة، فليس مقبولا أن بعض الجمعيات التي تقدم نفسها وصية على الإعلام الرياضي، تفعل ما يحلو لها، بل إن هناك من حولها إلى أصل تجاري، أو ما يشبه الريع، علما أن الرقي بالإعلام الرياضي والحديث عن التكوين وعن أخلاقيات المهنة، ليست إلا أحاديث للاستهلاك لا تقدم ولا تؤخر.