خلق مواطن يعاني «انفصام الشخصية» ويحمل جنسية مزدوجة لكل من فرنسا وسويسرا حالة رعب في أوساط سيارات الأجرة بمدينة فاس بعدما عمد إلى سرقة سيارة أجرة كبيرة كان يمتطيها بينما سائقها منشغل بتزويدها بالبنزين في إحدى المحطات في الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي فاس ومكناس، مساء يوم الخميس المنصرم. ولاذ «دافيد كريستوف كروفير» بالفرار، وسلك الطريق المؤدية إلى سيدي قاسم، وقاد السيارة بسرعة جنونية، قبل أن يشعر بالخوف وهو يشاهد بالقرب من الطريق عمالا زراعيين «ملثمين»، وهم بصدد مغادرة شاحنة تقلهم من الضيعة الزراعية التي يشتغلون فيها. وزاد في السرعة المفرطة للسيارة، ما أدى إلى فقدانه السيطرة عليها، وارتطم بشجرة. وسارع صاحب سيارة الأجرة الكبيرة إلى ربط الاتصال هاتفيا برفاقه في محطة الطاكسيات بوسط مدينة فاس، طلبا لإنقاذه من الورطة، دون أن يكون على علم بملابسات سرقة سيارته من قبل هذا «اللص» الأوربي الفريد من نوعه، والذي يبلغ 46 سنة من عمره. وعمد عدد من أصحاب السيارات إلى إعلان حالة استنفار بالمحطة لمناصرة رفيقهم في محنته، والتحقوا بصاحب السيارة، وتمت ملاحقة السائح الفرنسي السويسري، ولم يتم اللحاق به إلا بعد أن وجد مرتكبا حادثة سير كادت تودي بحياته. وتم «اعتقاله» من قبل السائقين، ومعهم عدد من العمال الزراعيين «الملثمين» وتم إخبار رجال الدرك بالواقعة. وتقرر الاحتفاظ بالسائح الفرنسي السويسري رهن الحراسة النظرية، قبل أن تتم إحالته على ولاية أمن فاس للتحقيق معه حول التهمة الموجهة إليه. وكشفت التحريات مع هذا المواطن الأجنبي عن تفاصيل أخرى مثيرة، فقد استعان في اليوم نفسه بسائق سيارة أجرة صغيرة بالعاصمة العلمية، وظل لساعات يتجول في مختلف أرجاء المدينة، ومزاراتها السياحية، وعندما أحس بالعياء، طلب من السائق أن ينزله، فكانت أولى المفاجآت في قصته أنه لا يتوفر على أي نقود في جيبه. وأصيب سائق سيارة الأجرة الصغيرة بالذهول، ورفض أن يخلي سبيل هذا السائح الغريب، وعمد إلى ربط الاتصال بزوجته المغربية، والتي طلبت من السائق أن يحيله على أقرب محطة لسيارات الأجرة الكبيرة. وعادت لتربط الاتصال بسائق سيارة الأجرة الكبيرة، وطلبت منه أن يؤدي الأتعاب لسائق السيارة الصغيرة، وأن يلبي جميع طلبات هذا السائح، وينقله بهدوء إلى بلدة مولاي ادريس زرهون. وتنقل السائح لوحده على متن السيارة، وتناول عشاء فاخرا في إحدى باحات الاستراحة بالطريق، لكنه تحول إلى «لص» مثير في غفلة من السائق المنشغل بتزويد سيارته بالوقود. وتبين من خلال التحقيقات التي بوشرت في الملف أن هذا السائح يعاني من «انفصام الشخصية». وتقرر الإفراج عنه، وإحالته على مصحة خاصة لتلقي العلاجات اللازمة.