اندلعت، أول أمس، مواجهات عنفية بين مجموعة من ناهبي الغابة، الذين يطلق عليهم اسم «الكمارة»، وتقنيّ يشغل منصب رئيس منطقة غابوية في ضواحي القنيطرة، حاول ثنيهم عن سرقة الأشجار. وقال مصدر موثوق إن التقني الغابوي لحسن أمزيان اضطر إلى استعمال سلاحه الناري بعدما هاجمه «الكمارة»، الذين كان عددهم يفوق ال10 أشخاص، بالأسلحة البيضاء، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة على متن سيارتين. ووفق المصدر ذاته، فإن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة التقنيّ بجروح خطيرة استدعت نقله على وجه السرعة إلى قسم العناية المركزة في المركب الجهوي الاستشفائي في القنيطرة، حيث أجريت له عملية جراحية في عينه اليمنى، التي أصبحت مُهدَّدة بمضاعفات خطيرة تؤكدها الشهادة الطبية الأولية المُسلَّمة للضحية. واستنادا إلى معلومات مؤكدة، فإن مصالح الدرك الملكي، وفور إشعارها بالحادث، قامت بدوريات تمشيطية في محيط مكان الاعتداء، حيث اكتشفت سرقة 18 شجرة صنوبر كبيرة، وهو ما دفعها إلى الانتقال بين مجموعة من الدواوير المجاورة لتقفي أثر الجناة. وكشف المصدر ذاته أن تحريات المحققين الدركيين قادت إلى العثور على إحدى السيارتين التي استُعمِلت في الهجوم على التقني الغابويّ، من خلال طبيعة الأعطاب التي لاحظها المحققون والناتجة عن تلقي السيارة طلقات نارية تهديدية أطلقها التقني المصاب لتخويف المهاجمين.. كما تمت مصادرة قرابة 3 أمتار مكعبة من الخشب المسروق. وعلمت «المساء» أن التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك انتهت إلى تحديد هوية مجموعة من المُشتبَه فيهم، حيث تم إصدار مذكرة بحث عمّمها الدرك الجهوي في القنيطرة قصد اعتقال الفارين. وفي بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أدانت كل من «جمعية التضامن الغابوي» و»جمعية التقنيين الغابوييين بالمغرب» الاعتداء الذي تعرّضَ له التقني الغابوي، ودعت إلى معاقبة المعتدين ورد الاعتبار للقطاع وإلى الاهتمام بأوضاع العاملين فيه. وأعرب البيان عن أسفه من استمرار الصعوبات والأخطار التي تحيط بالغابويين الميدانيين وتهدد سلامتهم وحياتهم في أحيان كثيرة، نتيجة لتحول الجنح الغابوية إلى جرائم منظمة يتوفر مقترفوها على أدوات عمل تتجاوز الإمكانيات البسيطة والمحدودة المتوفرة للغابويين، الذين يعملون، وفق البيان نفسه، في ظل شحّ الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية و»هزالة» التحفيزات وضعف الحماية القانونية وشساعة المساحات الغابوية التي تقع تحث مسؤوليتهم، خصوصا بعد تنزيل الهيكلة الجديدة للمصالح الخارجية للقطاع.