يبدو أن عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، عازم على إزاحة مطلب الملكية البرلمانية من جدول أعماله، فقد خلا أول لقاء عقده المكتب السياسي نهاية الأسبوع الماضي مع كتاب الجهات من أي إشارة إلى هذا المطلب الذي ورد في البيان السياسي للمؤتمر الثامن. وعلمت «المساء» أن أحد أعضاء المكتب السياسي ذكر الراضي بأن البيان السياسي يتضمن مطلب الملكية البرلمانية وأنه يجب النظر في طريقة تفعيله، إلا أن قياديا مقربا من الراضي رد عليه بضرورة تحديد المقصود بالملكية البرلمانية، وأنه يجب أن تكون الإصلاحات التي يطالب بها الحزب واضحة، ودام الجدل حول هذه النقطة حوالي نصف ساعة دون التوصل إلى إقرار طريقة لتفعيل المطلب. إلا أن عبد الواحد الراضي، أكد أنه سيجري مشاورات مع أحزاب الكتلة في القريب من أجل الاتفاق معهم على مضامين المطالب بالإصلاحات السياسية، دون أن يشير إلى الملكية البرلمانية. وخصص اللقاء لوضع خارطة طريق الحزب بخصوص التنظيم والاستعداد للانتخابات، وبحث سبل تفعيل مضامين البيان السياسي الصادر عن المؤتمر الثامن. وعلمت «المساء» أن اللقاء الذي عقد باقتراح من «لجنة التنظيم والانتخابات» المتفرعة عن المكتب السياسي، عرف نقاشا حول الأولويات التي يجب أن يركز عليها الحزب في المستقبل القريب، وما إذا كان عليه أن يدخل في مسلسل إصلاح التنظيم عن طريق تجديد الهياكل التنظيمية، أم أنه يجب أن يعطي الأولوية لوضع استراتيجية لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات الجماعية المقبلة. وقال مصدر اتحادي، إنه بالرغم من دعوة البيان السياسي إلى تجديد التنظيم من أجل تفعيل الأداة الحزبية، فإن هذه الخطوة لا تخلو من محاذير، وقال: «الإقدام على أي خطوة لتجديد الهياكل من شأنه أن يخلق أزمة جديدة داخل الحزب، لأن المسؤولين في الجهات لهم سلطة ومكانة لتحديد المرشحين للانتخابات الجماعية، وبالتالي فإن تغييرهم في هذا الوقت من شأنه أن يخلق أزمات جديدة، تضاف إلى الجراح التي واكبت عقد الجولة الأولى من المؤتمر الثامن. إلا أن مصادر أخرى ترى أن احترام مواعيد تجديد الهياكل أمر أساسي لتفعيل الحزب، معتبرا أنه سوف تجري انتخابات لتجديد بعض الفروع والجهات التي لم تخضع للتجديد. ويطرح عبد الواحد الراضي أولوية استعادة مكانة الحزب في انتخابات 2009، من خلال استرجاع موقع الاتحاد في تسيير بعض المدن الكبرى، وخاصة الرباط وفاس، وفي نفس الوقت رصد اعتمادات مادية للجهات من أجل تأهيل الحزب. وحسب مقربين من الراضي، فإن تحقيق الاتحاد لنتائج إيجابية في الانتخابات الجماعية سيكون مؤشرا مهما على استعادة عافيته.