أذاب منتدى الأعمال المغربي الفرنسي الخلافات بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيسة الباطرونا مريم بنصالح، فقد خيمت أجواء من الود والتفاهم على لقاءات الطرفين طيلة أشغال المنتدى، وهو ما بدا للعديدين بأنه إشارة صريحة إلى أن الحرب وضعت أوزارها بالفعل بين الحكومة والباطرونا. وخلال اللقاء، الذي انعقد أول أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، أصر بنكيران على أن تكون بنصالح بجانبه خلال التقاء صورة تذكارية مع الوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرو، وهو العرض الذي لقي قبولا من طرف رئيسة الباطرونا، التي ظلت الابتسامة لا تخالف محياها وهي تقف إلى جانب رئيس الحكومة. ودعت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى بلورة «ميثاق حقيقي» للإنتاج المغربي الفرنسي المشترك، قائلة: «إنه لإعطاء فعالية أكبر للتعاون المغربي الفرنسي، ومنحه بعدا اقتصاديا وسياسيا يرقى إلى مستوى الرهانات والانتظارات، أقترح العمل على بلورة ميثاق حقيقي للإنتاج المغربي الفرنسي المشترك». وأضافت أن المسؤولية الاجتماعية للمقاولات تشكل قاعدة مشتركة بين المقاولات المغربية ونظيرتها الفرنسية، مسجلة أن «التجمع الفرنسي المغربي المكلف باستغلال ترامواي الدارالبيضاء، الذي دشنه الملك محمد السادس، يبرز بشكل جلي ما يمكن أن نجنيه من هذا الميثاق». واقترحت بنصالح أن يتم تحويل نادي أرباب المقاولات الفرنسية المغربية إلى هيئة متابعة تكون بمثابة واجهة حقيقية للحوار بين المقاولات والمسؤولين بالبلدين، معتبرة أن هذه الهيئة ستكون آلية ناجعة للمتابعة والمراقبة والتفكير. وأبرزت أن المغرب يعد «الشريك الأول والمضمون» لفرنسا، والمقاولات الفرنسية والمغربية تعمل وفق منطق مربح، وتساهم في تعزيز الشراكة، التي تعتبر أرضية من شأنها أن تصبح رافعة لتعزيز التنافسية وتحقيق التنمية لكل الفاعلين بالبلدين. بالمقابل، أكد رئيس الحكومةعلى ضرورة ارتقاء العلاقات المغربية الفرنسية إلى مرحلة الشراكة، مؤكدا أنه «يتعين علينا العمل بشكل مشترك والسير معا نحو استكشاف أسواق جديدة». وأبرز بنكيران أن «المغرب وفرنسا يمتلكان ثقافة راسخة وتاريخا عريقا»، مشيرا إلى أن المملكة منفتحة دوما على الخارج، وخاصة فرنسا التي تربطها بها علاقات «جيدة». وبعد أن أشاد بمستوى التعاون الثنائي، ألح بنكيران على أهمية استمرار هذه العلاقات «رغم الأزمة» التي اعتبر أنها «عابرة» وسيتم تجاوزها. وأشار إلى أن المغرب وفرنسا لهما تاريخ مشترك، وينبغي أن تدوم هذه العلاقة العريقة وأن تشمل، إلى جانب البعد الاقتصادي، الجانب المتعلق بتحسين شروط العيش واحترام خصوصيات كل بلد. من جانبه، أكد أحد رئيسي نادي أرباب المقاولات بالمغرب وفرنسا جون روني فورتو أن تكوين الموارد البشرية يمكن أن يشكل أساس مشروع كبير يتوخى تزويد القطاعات التي تشهد إطلاق عدة أوراش بالكفاءات المؤهلة، خاصة قطاعات ترحيل الخدمات. وقدم محمد الكتاني، الذي يرأس بدوره نادي أرباب المقاولات بالمغرب وفرنسا، خلاصات التوصيات التي خرجت بها مجموعة العمل التي شكلها النادي، والتي همت بالخصوص تعزيز دينامية المبادلات والتعاون في المجال الضريبي وتكلفة الإنتاج وتحويل المواد الأولية وأيضا التعاون ثلاثي الأطراف الذي يشمل فرنسا –المغرب، إفريقيا- فرنسا، المغرب-بلدان الخليج.