قال رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، أمس الخميس بالرباط، إن المغرب وفرنسا يؤكدان على أهمية وضع الشراكة الاستثنائية المغربية الفرنسية في مسار أكثر طموحا من أجل تنمية مستدامة لصالح الأجيال المقبلة. وأوضح ابن كيران، في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير الأول الفرنسي «جان مارك أيرو»، في ختام أشغال اللجنة العليا المغربية الفرنسية، التي اختتمت أول أمس بالبيضاء، أن المغرب يطمح إلى جعل تعاونه مع فرنسا سبيلا لدعم نمو الاقتصاد الوطني ورافعة لدعم تنافسية المقاولات في البلدين، مبرزا تأكيد البلدين على تعزيز التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين بهدف ترسيخ شراكة اقتصادية متكاملة ومتضامنة كفيلة بتحقيق النمو وخلق فرص الشغل وتنمية صادرات البلدين. معربا عن ارتياحه لتوقيع البلدين على 26 اتفاقية تهم مختلف المجالات مبرزا تركيز الطرفين على انجاز مشاريع تخص الشباب في مختلف المجالات. وأضاف بنكيران أن رغبة أكيدة ترسخت لدى الجانبين في تقوية الشراكة بينهما والعمل سويا من أجل جعل الفضاء المتوسطي منطقة تنعم بالسلام والاستقرار والأمن،مشيرا إلى أن الطرفين أكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والثقافية. وفي كلمة ألقاها أول أمس في اختتام اللقاء الفرنسي المغربي أمام أزيد العشرات من المستثمرين ورؤساء المقاولات الفرنسيين، قال بنكيران، إن المغرب لطالما كان بلدا منفتحا بشكل خاص على فرنسا، مشيرا إلى ضرورة استمرار متانة العلاقات المتميزة لما فيه صالح للشعبين، ودعا الفرنسيين إلى اعتبار المغرب شريكا قادرا على جلب الاستقرار في ظل الأزمة المالية التي تمر منها بلادهم، والنظر إليه ليس كمجرد سوق، معبرا عن أمله في الانخراط في تعاون ثنائي لكسب أسواق أخرى. وطرح بنكيران الذي لقي خطابه تفاعل المستثمرين، فكرة تشكيل اتحاد يجمع بين البلدين المتقابلين على ضفة المتوسط ويمكن من العبور بكل سهولة، في انتظار أن تلتحق دول الحوض المتوسط والدول المغاربية بهم، وأكد المتحدث، أن الحكومة تقوم بإصلاحات متعددة لتسهيل الاستثمار الأجنبي، وماضية في الإصلاح وتطوير الخدمات الإدارية وإصلاح العدالة والاستماع إلى هموم المستثمرين وإيجاد حلول لمشاكلهم. من جهته، اعتبر جون مارك آيروت في كلمة مطولة، أن المؤشرات الرقمية الخاصة بواردات المغرب من فرنسا وصادراته نحوها تثبت متانة العلاقات بين البلدين، مشددا على أن اللقاء الثالث بين المستثمرين الفرنسيين ونظرائهم المغاربة يشكل حجرة جديدة على طريق الشراكة الفعالة بين البلدين، وقال إن المغرب نجح في اختياره الاستراتيجي بتثبيت علاقاته مع أوروبا، مضيفا أن المرور إلى الديمقراطية لن يتأتى إلا بتقوية أدائه الاقتصادي. وكان المستثمرون الفرنسيون الذين حلوا في المغرب من أجل التعرف على مناخه الاستثماري وتبادل الأفكار مع نظرائهم المغاربة، قد عبروا من خلال تدخلاتهم، عن ارتياحهم لإمكانات المغرب وفرصه الاستثمارية وأشادوا بالإصلاحات التي تقوم بها الحكومة في مخططها التشريعي لتشجيع الاستثمار.