استقبل الملك محمد السادس ٬ اليوم الأربعاء بالقصر الملكي بالدارالبيضاء ٬ جان مارك إيرو الوزير الأول بالجمهورية الفرنسية ٬ الذي كان مرفوقا بلوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية، ولوران بيك المستشار الدبلوماسي للوزير الأول٬ وشارل فراي سفير الجمهورية الفرنسية بالمغرب. وبهذه المناسبة ٬ أبرز الملك الطابع الممتاز للشراكة المكثفة والمتميزة التي تجمع البلدين ٬ واستعدادهما التام لتعزيزها وتعميقها أكثر بما يخدم التنمية السوسيو - اقتصادية المستدامة، حسب وكالة الأنباء المغربية. كما أعرب الملك عن ارتياحه لنوعية الحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين ٬ وخاصة التشاور المثمر بينه والرئيس فرانسوا هولاند حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وفي هذا الصدد ٬ أعرب العاهل المغربي عن ترحيبه بزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس فرنسوا هولاند للمغرب في مطلع السنة المقبلة. كما أبرز أهمية الاجتماعات٬ من مستوى عال٬ التي ستتيح دورتها الحادية عشرة٬ بكل تأكيد٬ تنظيم و إعطاء دفعة جديدة لمسلسل التقارب و الشراكة "رابح - رابح"٬ بين البلدين في كافة المجالات٬ وعلى الخصوص عبر تعبئة جميع الإمكانيات المتاحة وانخراط مختلف الفاعلين السياسيين و المؤسساتيين والاقتصاديين و الاجتماعيين و الثقافيين٬ في أفق تحقيق الجهوية المتقدمة بالمملكة. ومن جهته٬ أكد جان مارك آيرو دعم ومساندة فرنسا للدينامية الجيدة المتعلقة بالإصلاحات والتحديث التي تشهدها المملكة٬ تحت قيادة ملك البلاد. وفي معرض تذكيره بأن فرنسا تعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في جميع القطاعات٬ جدد الوزير الأول الفرنسي التأكيد على رغبة بلاده في إعطاء دفعة جديدة للشراكة الثنائية الاستثنائية ٬ عبر استغلال مؤهلات وإمكانيات الطرفين٬ في سياق عالم معولم ومتحول باستمرار. وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للتنسيق الدؤوب بينهما في تطوير الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي٬ وذلك سواء داخل الاتحاد من أجل المتوسط٬ أو في إطار التعاون غرب المتوسط (5+5). وفي الختام ٬ استعرض الملك والوزير الأول الفرنسي بشكل مستفيض أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعربا عن انشغالهما العميق إزاء تدهور الوضع في منطقة الساحل٬ وبالخصوص في مالي. وفي سياق دعوتهما إلى الانخراط في حوار يشمل جميع القوى السياسية المالية وإلى تشجيع المفاوضات الجارية مع المجموعات المالية غير الإرهابية ٬ توقف الجانبان عند الدعوة المشتركة التي وجهتها مالي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من أجل تدخل عسكري ضد المجموعات الإرهابية والجهادية. من جهة أخرى٬ وبعدما سجلا أهمية نتائج اجتماع " مجموعة أصدقاء الشعب السوري" المنعقد بمراكش اليوم ٬ أكد الملك والوزير الأول الفرنسي على ضرورة مواكبة " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في إطار تحقيق انتقال سياسي ضروري بسورية وتعزيز الدعم الإنساني للشعب السوري. كما جدد الملك٬ رئيس لجنة القدس٬ التأكيد على الحاجة لإيجاد صيغة جديدة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية٬ بهدف التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع ٬ يتيح إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على كافة الأصعدة٬ وفق الحدود الجغرافية المعترف بها سنة 1967. حضر هذا الاستقبال عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة ٬ ويوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. *تعليق الصورة: العاهل المغربي أثناء استقباله للوزير الأول الفرنسي جان مارك أيرو.