يقوم رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت بزيارة رسمية للمغرب، يومه الأربعاء وغدا الخميس، يغلب على أجندتها العديد من اللقاءات الاقتصادية التي ستعقد بمدينتي الرباط و الدارالبيضاء، حيث سيترأس، إلى جانب رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، لقاءا يندرج ضمن مشاورات استدامة الشراكات بين البلدين على العديد من المستويات، وعلى رأسها استكشاف فرص استثمارية جديدة بالمملكة. ويرتقب أن يشكل هذا الاجتماع، الذي ينعقد على هامش الاجتماع الحكومي الحادي عشرة رفيع المستوى بين البلدين، مناسبة لرجال الأعمال الفرنسيين للقاء نظرائهم المغاربة وكذا أعضاء حكومتي البلدين لمناقشة المشاريع وتنافسية الشراكة الفرنسية المغربية وبحث الشراكة المميزة القائمة بين البلدين ورسم آفاق جديدة للتعاون المستقبلي. وقبيل زيارة جان مارك أيروت للمغرب، أصدر هيئة الباطرونا الفرنسية بلاغا اعتبرت فيه أن هذا اللقاء التمهيدي لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب، يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للعلاقات الفرنسية المغربية على مستوى المقاولات، خاصة وأنه أول اجتماع من نوعه منذ تعيين حكومتين جديدتين في فرنسا والمغرب، مشيرة إلى أن من شأن اجتماع رجال الأعمال أن «يمكن كذلك من التطرق مع الوزراء المغاربة إلى المباحثات التي جرت بالرباط في مارس الماضي، وذلك من أجل ضمان تتبع المقترحات المقدمة من مختلف مجموعات العمل لتحسين القدرة التنافسية ومناخ الأعمال» و»تعميق التفكير في مختلف العناصر الرئيسية المطروحة من قبل المقاولات» بهذا الخصوص. وبمناسبة هذا الاجتماع ، يتوقع أن تعقد الشبكة الدولية لأرباب العمل الفرنسيين ونظيرها الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في إطار نادي أرباب المقاولات الفرنسية المغربية، غدا بالدارالبيضاء، اجتماعا استثنائيا من مستوى عال، مع رئيسي الحكومتين الفرنسية والمغربية ووزرائهما حول موضوع «المغرب - فرنسا: شراكة مميزة لخدمة تنافسية مشتركة». وسيرأس الاجتماع، عن الجانب المغربي، كل من محمد الكتاني، الرئيس المدير العام ل» التجاري وفا بنك» وسعيدة العمرانيكريم، نائبة رئيس مجموعة «سفاري»، وعن الجانب الفرنسي جان رينيه فورتو وبرونو كوت، على التوالي، رئيس مجلس المراقبة لمجموعة «فيفاندي»، المنعش الفرنسي في مجال الاتصالات والترفيه ، والمساهم في شركة «اتصالات المغرب»، والمدير العام المساعد للمجموعة الدولية للطيران «سافران». وستكون مجموعات فرنسية كبرى أخرى، تنشط في المجالات الآنفة الذكر وغيرها، ممثلة بأربابها أو مندوبيها في اجتماع الدارالبيضاء. ويتعلق الأمر، على الخصوص، بمجموعة «ألستروم» للصناعة السككية ، وشركة «رونو» للسيارات، وشركة الطيران «إيرباص» وشركة الطيران الدفاعي والفضائي الاوروبية «أو آ دي إس» ، و»تاليس» لمكونات الطيران، وشركتي «آكور» و»كلوب ميديتيراني» المتخصصتين في مجال الفندقة، والمجموعتين البنكيتين «بي إن بي باريبا» و»الشركة العامة». ومن بين هذه المقاولات أيضا، مجموعة «أو دي إف» للطاقات الجديدة ومجموعة «جي دي إف سويز» بالنسبة لقطاع الطاقة، وشركة «لوسيور» العاملة في مجال الصناعات الغذائية، ثم شركات «أورانج» للاتصالات، و»أليانس» للتأمين، و»إر أ تي بي» للنقل العمومي. كما سيمكن هذا اللقاء رجال الأعمال الفرنسيين من الاطلاع على المشاريع الجديدة واقتراح آفاق جديدة للمستقبل» في القطاعات الواعدة بالمغرب كالبنية التحتية والنقل والطاقة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والسياحة، وترحيل الخدمات والزراعة والصناعات الزراعية، وصناعة الطائرات والسيارات، والموارد البشرية والتكوين. ومن بين المواضيع الرئيسية التي تحظى بالأولوية بالنسبة لنادي أرباب العمل المغاربة والفرنسيين ، هناك التنافسية الشاملة «التكلفة وخارج التكلفة» بالنسبة للمغرب «تكلفة اليد العاملة، والطاقة، والتكوين، وتدريس الفرنسية، واللوجستيك، والإنتاج المشترك، والبحث العلمي، والتنمية، والابتكار، وإستراتيجية التنمية نحو البلدان الواقعة في إفريقيا جنوب الصحراء». كما سيتطرق اجتماع نادي رجال الأعمال الفرنسيين والمغاربة إلى موضوع آخر، لا يقل أهمية، ، والمتمثل في مناخ الأعمال، مع التركيز على الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب، ورهانات منح الصفقات العمومية، والكفاءات المغربية وتنفيذ الأحكام القضائية ، وآجال الاستحقاق، والعراقيل البيروقراطية، والتحويلات. ويمكن اعتبار زيارة جان مارك ايرو تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب مطلع العام القادم والتي تم الإعلان عنها بيان لقصر الاليزيه عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها هولاند مع جلالة الملك محمد السادس.