يقوم رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت بزيارة رسمية للمغرب الاربعاء والخميس يطغى عليها الجانب الاقتصادي، بحسب ما اعلن مكتبه الجمعة. وهذه الزيارة التي تشمل الدارالبيضاء ثم الرباط تسبق زيارة الرئيس فرنسوا هولاند الذي سيتوجه الى المغرب في بداية العام المقبل. وكان الاليزيه اعلن الزيارة الرئاسية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر بعد تشاور هاتفي بين هولاند والعاهل المغربي محمد السادس. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها ان الرئيس الفرنسي شكر الملك محمد السادس، حيث أكد له أنه "سيكون سعيدا بالقيام بالزيارة في بداية 2013"، وفق تعبير البيان. وأشار بلاغ للديوان الملكي المغربي إلى أن هذا "الاتصال الهام تم الاتفاق عليه خلال الأيام الأخيرة٬ في إطار التشاور البناء القائم بين البلدين على أعلى مستوى"، قبل أن يضيف أن "كافة الشروط أصبحت متوفرة من أجل نجاح الزيارة الرسمية الأولى للرئيس فرانسوا هولاند للمغرب". واكد البيان الرئاسي أن الرئيس الفرنسي ناقش مع العاهل المغربي الملف الأمني في منطقة الساحل الإفريقي عموماً والتطورات في شمال مالي خصوصاً حيث أكدا "تطابق وجهات النظر بشأن أزمة الساحل والحلول التي يتعين إيجادها لمكافحة الإرهاب من خلال دعم المبادرات الإفريقية للحفاظ على وحدة أراضي مالي". كما أكد الزعيمان على أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2071 الصادر في 12 أكتوبر/تشرين٬ فتح الباب أمام إمكانية تدخل عسكري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى جانب القوات المسلحة المالية٬ لاستعادة السلطة الوطنية واستعادة الوحدة الترابية لمالي. واوردت الرئاسة الفرنسية ان الجانبين اكدا "تطابق وجهات النظر بشان ازمة الساحل والحلول التي يتعين ايجادها لمكافحة الارهاب من خلال دعم المبادرات الافريقية للحفاظ على وحدة اراضي مالي". وفي الشأن السوري، شددا على "الاهمية التي يكتسبها اجتماع اصدقاء الشعب السوري في مراكش في 12 كانون الاول/ديسمبر". وأكد مصدر رسمي فرنسي أن زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت للمغرب، ليترأس إلى جانب رئيس الحكومة عبدالإله ابن كيران لقاء رفيع المستوى يندرج ضمن مشاورات استدامة الشراكات بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وأبرز المصدر ذاته ان هذه الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها جان مارك ايرولت في جنوب المتوسط، تؤكد على الطابع الاستراتيجي الفريد والأولوي للعلاقة مع المملكة. وتتمثل الرسالة الأولى التي تحملها الزيارة في القول للعالم بأن المغرب نموذج يحتذى به في مجال الإصلاحات، حسب المصدر الرسمي الفرنسي. كما تنطوي هذه الزيارة على إرادة فرنسية راسخة في استكشاف سبل إرساء شراكة اقتصادية مع المغرب. وأشار المصدر ذاته إلى أن اللقاء الرفيع المستوى سيشكل أيضا مناسبة لتنزيل المقاربة الجديدة للحكومة الفرنسية في مجال الهجرة، والتي تتوخى إعطاء وجه جديد لسياسة الهجرة يقطع مع التجارب السابقة. و سيبحث الطرفان إمكانية إرساء شراكة في مجال التكوين من شأنها توفير تكوينات فرنسية بشهادات، مباشرة من المغرب في شعب الهندسة المعمارية والتجارة بالخصوص. من جهة أخرى علم من مصدر مسؤول أن نحو مائة مقاولة فرنسية ستشارك في اجتماع رجال الأعمال المغاربة والفرنسيين، المقرر انعقاده في إطار الاجتماع بين المغرب وفرنسا يوم 12 ديسمبر/كانون الاول. وقال المصدر نفسه، إن الأمر يتعلق ب "اجتماع استثنائي" في الدارالبيضاء مع رجال الأعمال المغاربة تحت شعار ذي دلالة واضحة هو "شراكة استثنائية في خدمة تنافسية مشتركة". ويرى مراقبون ان الحضور المكثف لرجال الاعمال الفرنسيين في المغرب يعد "علامة على الثقة" في مؤهلات الاقتصاد المغربي الذي يستقطب عددا كبيرا من الاستثمارات الفرنسية في الخارج.