في الوقت الذي طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي باتخاذ «خطوة حاسمة ضد النظام السوري وأداء واجباته تجاه الشعب السوري، من خلال الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب وتقديم الدعم المالي والإنساني اللازم له، علمت «المساء» من مصادرَ مُطّلعة أن مسودة البيان الختامي، المنتظر صدوره عن «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري»، الذي انعقد أمس الأربعاء في مراكش، سيؤكد اعتراف القوى العالمية بائتلاف المعارضة السورية الجديد بوصفه «الممثلَ الشرعيَّ للشعب السوري»، داعيا الرئيس بشار الأسد إلى «التنحي» عن الحكم. ومما سيرد في البيان الذي سيصدر عن 130 دولة أعضاء في مجموعة «أصدقاء سوريا» أن استخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية سيقابله «رد فعل جدّي». وناشد رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، في كلمة خلال الاجتماع الوزاريّ الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي غابت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، المجتمعَ الدولي تقديم دعم ماليّ وصحي وإنسانيّ عاجل للشعب السوري، وكذا إنشاء صندوق دعم مفتوح لإعادة أعمار سوريا، إضافة «إلى الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة وتسهيل إجراءات تنقل وعمل السوريين في دول العالم»، وإعداد الملفات اللازمة لتقديم المسؤولين عن الجرائم المُرتكَبة في حق السوريين للمحكمة الجنائية الدولية. ورفض رئيس الائتلاف أيَّ تدخل للقوات الأجنبية في سوريا، محمّلا المجتمع الدوليَّ، وخاصة روسيا، مسؤولية استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، ومطالبا في الوقت ذاته كلا من موسكو وإيران وحزب الله اللبناني برفع غطاء الدعم عن هذا النظام غير المسبوق في همجيته.. وحثَّ رئيسُ الائتلاف الوطني السوري مختلفَ مكونات الشعب السوري على الوعي بضرورة تجنب التوجه إلى أي حرب أهلية، متوجها لهم بالقول (الطائفة العلوية) إن «الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها»، وداعيا إياهم إلى «بدء العصيان ضد النظام وعدم الخضوع لأوامره». كما سجل الخطيب «التحرك الإيجابيّ للولايات المتحدةالأمريكية تجاه القضية السورية»، والذي كانت آخرَ مظاهره اعترافُها بالائتلاف كممثل شرعيّ وحيد للشعب السوري، داعيا في الوقت ذاته واشنطن إلى إعادة النظر في اعتبارها بعض الجهات التي تقاتل ضد النظام السوري «إرهابية.». ولم يفت الخطيب أن يجدد «تقدير الائتلاف الوطني السوري لكل الجهود الدولية المبذولة لدعم الشعب السوري، من أجل تجاوز محنته والمأساة التي يئنّ تحت وطأتها، وخاصة منها جهود المغرب بقيادة الملك محمد السادس». من جانبه، أعرب الملك محمد السادس ٬ عن تطلعه إلى أن «يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمّة نحو وقف دوامة العنف في سوريا وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية واحترام سيادة سوريا والحفاظ على وحدتها الوطنية والترابية». وأضاف الملك٬ في رسالة وجّهها للمشاركين في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاريّ ل»مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ أنه «يعلق «آمالا كبيرة على النتائج الإيجابية المتوخّاة من هذا الاجتماع والقيمة المضافة الملموسة، التي نتمنى أن تقدمها هذه المجموعة الفاعلة على درب تعزيز الجهود الدولية والمساعي الأممية، والرامية إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية ودعم مسلسل الانتقال السياسي في هذا البلد العريق وتعبئة الإرادات وحشد الطاقات والوسائل٬ لتأمين إغاثة إنسانية عاجلة لمئات الآلاف من السوريين المنكوبين داخل سوريا وخارجها». وقال الملك -في رسالته- إن الوضع الخطير والمأساوي في سوريا يُسائل الضمير الإنسانيَّ، بالنظر إلى الأعداد المتزايدة من الضحايا٬ من قتلى وجرحى ومعذبين ومشرَّدين ولاجئين»٬ مضيفا أن «هذه الأعداد قابلة للارتفاع بشكل رهيب٬ في غياب رد فعل دوليٍّ حازم٬ وخاصة في ظل تهديد النظام السوري بإمكانية استخدام الأسلحة المدمرة والقيام بعمليات فتاكة». وناشد جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن «تحمل مسؤولياتها كاملة في الحفاظ على السلم والأمن واتخاذ موقف موحد وحازم٬ في أقرب وقت٬ من أجل تجنيب الشعب السوري المزيدَ من المآسي والآلام».