أعلنت مجموعة اصدقاء الشعب السوري المعارضة لنظام بشار الأسد خلال اجتماعها في مدينة مراكش يوم الأربعاء 12 دجنبر 2012, اعترافها بائتلاف المعارضة السوري «كممثل وحيد» للشعب السوري، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقال سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال ندوة صحافية في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون عن 130 بلدا «اليوم, تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد» للشعب السوري. وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري, أكثر من مائة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية, إضافة الى ممثلي المعارضة. وقال الملك محمد السادس في رسالة سامية وجهها إلى المشاركين في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري المنعقدة بمراكش،»إننا لنتطلع إلى أن يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمة نحو وقف دوامة العنف في سوريا وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية واحترام سيادة سوريا و الحفاظ على وحدتها الوطنية والترابية». وأضاف الملك في هذه الرسالة التي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أنه يعلق «آمالا كبيرة على النتائج الإيجابية المتوخاة من هذا الاجتماع والقيمة المضافة الملموسة التي نتمنى أن تقدمها هذه «المجموعة» الفاعلة على درب تعزيز الجهود الدولية والمساعي الأممية، الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ودعم مسلسل الانتقال السياسي بهذا البلد العريق وتعبئة الإرادات وحشد الطاقات والوسائل، لتأمين إغاثة إنسانية عاجلة لمئات الآلاف من السوريين المنكوبين داخل سوريا وخارجها». وأكد الملك محمد السادس أن الوضع الخطير والمأساوي بسوريا يسائل الضمير الإنساني بالنظر للأعداد المتزايدة من الضحايا، من قتلى وجرحى ومعذبين ومشردين ولاجئين، مضيفا جلالته أن هذه الأعداد «قابلة للارتفاع بشكل رهيب، في غياب رد فعل دولي حازم، وخاصة في ظل تهديد النظام السوري بإمكانية استخدام الأسلحة المدمرة والقيام بعمليات فتاكة». ودعا وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» في هذا الاجتماع الذي حضرته إلى تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لجهود الائتلاف في خدمة الشعب السوري. كما دعا الائتلاف الى مواصلة مساعدة السكان السوريين، وتعزيز انسجامه المدني والعسكري وضمان حماية كل الطوائف في سوريا سواء كانت تشكل أغلبية أو أقلية. من جهتها أعلنت المملكة العربية السعودية عن منح هبة قدرها 100 مليون دولار لفائدة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. وأعلن عن هذه الهبة وزير الشؤون الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع . كما طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي باتخاذ خطوة حاسمة ضد النظام السوري، وأداء واجباته تجاه الشعب السوري، من خلال الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب وتقديم الدعم المالي والإنساني اللازم له. وقال رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب «آن للمجتمع الدولي اتخاذ خطوة حاسمة تجاه النظام السوري»، مطالبا في هذا السياق ب»تقديم دعم مالي وصحي وإنساني عاجل للشعب السوري، وكذا إنشاء صندوق دعم مفتوح لإعادة إعمار سوريا». وأضاف الخطيب أن الائتلاف يطالب أيضا بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة، وتسهيل إجراءات تنقل وعمل السوريين في دول العالم، إضافة إلى إعداد الملفات اللازمة لتقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في حق السوريين للمحكمة الجنائية الدولية. من جانب آخر أشارت صحيفة الفاينانشال تايمز اللندنية، في معرض تذكيرها بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتراف بالائتلاف، إلى أن قادة المعارضة السورية يؤكدون على ضرورة أن تتم ترجمة هذا الدعم الديبلوماسي إلى إجراءات عملية وملموسة؛ بهدف وضع حد للصراع الذي اندلع قبل 20 شهرا وأسفر عن مصرع حوالي 40 ألف شخص. وعرف الاجتماع الذي حضرته وسائل إعلام وطنية وعالمية بكثافة تشديدات أمنية وإجراءات تنظيمية صارمة.