ندد جمعويون باعتقال عدد من المشاركين في مسيرة العطاوية، والذين تنظر المحكمة في ملفهم في جلستها ليوم الجمعة المقبل بعد أن تم اعتقالهم على خلفية المسيرة الاحتجاجية التي شارك فيها حوالي 1200 من ساكنة أولاد سيدي عيسى بن سليمان بجماعة الواد الاخضر بدائرة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة في ال 21 من نونبر الماضي في اتجاه ولاية مراكش مطالبين بفك العزلة عنهم، خاصة في فصل الشتاء، من خلال إنجاز قنطرة على الواد الأخضر وفتح محاور طرقية بمنطقتهم، التي تصبح في عزلة تامة خلال هذا الموسم. وأكد المركز المغربي لحقوق الإنسان، فرع آسفي، أن ما يزيد عن ألف مواطن من قبيلة أولاد يوسف انطلقوا في الساعة الخامسة صباحا على متن حوالي 30 عربة نقل، من شاحنات وجرارات بمقطورات وسيارات النقل الكبيرة، للمرة الثانية خلال الأسبوع نفسه، بعد فشل كل الحوارات مع السلطات الإقليمية، إذ صرحوا بأنهم «ملّوا من الوعود والتسويف والمماطلة في التعامل مع مطالبهم في بناء قنطرة على الواد الأخضر الذي يحاصرهم لشهور كلما هطلت الأمطار»، وهو ما يتسبب في حرمان أطفالهم من الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية بالجماعة التي توجد في الضفة الأخرى للنهر، مثلما يمنع الأساتذة من الوصول إلى مقرات عملهم وتتعطل كل مصالحهم. وحسب شهاداتهم فإن السلطات الإقليمية تتحجج بأن مطلب قنطرة هو مطلب «تعجيزي»، حسب المصادر نفسها، لأنه يتطلب ميزانية ضخمة وترمي بالكرة في مرمى الجماعة التي تتوفر على فائض 200 مليون سنتيم للقيام بالمشروع. وأضاف المركز المغربي، في مراسلة له توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه «بعد محاولات القوات العمومية المتكررة وقف المسيرة تم وضع حاجز من القوات المساعدة والدرك الملكي على بعد أمتار قليلة من الطريق الرئيسية الرابطة بين قلعة السراغنةومراكش وعلى بعد 16 كلم من مدينة العطاوية، حيث تفرق المحتجون عبر مسالك ترابية استطاعوا من خلالها الوصول إلى الطريق الرئيسية المتجهة إلى مراكش ليجدوا حاجزا من القوات إذ «تم التدخل بعنف في حقهم»، تقول المصادر نفسها، جيث «دافعوا عن أنفسهم بالحجارة وتفرقوا وسط حقول الزيتون». وأسفرت المواجهات عن اعتقال 32 شخصا تم إخلاء سبيل 26 منهم أغلبهم شيوخ وأطفال فيما تم تقديم 6 أشخاص في حالة اعتقال إلى النيابة العامة. وأكدت مصادر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن المسيرة ذات أبعاد اجتماعية ومصيرية وليست لها أي أهداف أخرى وأن عدم تلبية طلب الساكنة المتمثل في فك العزلة هو الذي اضطر المحتجين إلى تنظيم هذه المسيرة تأكيدا على مطلبهم الملح. وأضافت المصادر ذاتها أن التدخل أسفر عن إصابة عدد كبير من المحتجين بجروح متفاوتة الخطورة كانت إصابة أحدهم بليغة، إذ أصيب بكسر في قدمه، ومازال عدد المصابين غير معروف حيث نقل المصابون على متن السيارات مباشرة إلى الدواوير دون زيارة المستشفى خوفا من الاعتقال، تقول المصادر ذاتها، مؤكدة أن هذه التصريحات أدلى بها السكان لممثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.