فاجأ وزير الصحة، الحسين الوردي، عددا من المسؤولين الجهويين للصحة في الرباطوالدارالبيضاء بزيارة مفاجئة وسرية لثلاثة مستشفيات في وضعية مزرية وكارثية، تنعدم فيها أدنى التجهيزات الطبية. وقد قام الوزير، في سرية تامة، بزيارة لمستشفى سيدي فاتح في المدينة العتيقة في الرباط، صباح يوم الثلاثاء الماضي، حيث قام بإخبار المدير الجهوي للصحة في الرباط ومديرين مركزيين لمرافقته في مهمة لم يحدد طبيعتها. وقد طلب الوزير من المدير الجهوي للصحة في الدارالبيضاء منحه مفاتيح السيارة، حيث قام بسياقتها، دون أن يخبر المسؤولين المرافقين له بالوجهة المقصودة بالزيارة، إلى أن تفاجؤوا بأنّ الوزير يقودهم نحو مستشفى سيدي فاتح، وهو ما خلّف حالة من الارتباك، حسب مصادر مطلعة. وأوضحت المصادر ذاتها أن وزير الصحة وقف، خلال زيارته المفاجئة للمستشفى، على اختلالات خطيرة مرتبطة بالحالة المزرية للبناية، التي أصبحت بعضُ جدرانها مهدَّدة بالنهيار فوق رؤوس المرضى والأطر الصحية والإدارية العاملة فيها، رغم الميزانية التي تخصصها الوزارة، ما خلف استياء وصدمة كبيرَين لدى الوزير.. وقد أعطى الوردي تعليمات صارمة للمسؤولين المرافقين له للبدء الفوريّ في أشغال الترميم والإصلاح وكذا توفير التجهيزات الصحية الأساسية ابتداء من نهاية هذا الأسبوع، بعد أن وقف على الأوضاع «الكارثية» التي تشتغل فيها الأطر الصحية، بشكل يؤدي إلى تدني الخدمات المقدمة للمواطنين. وصباح يوم أمس، قام وزير الصحة بزيارة أخرى، بطريقة مفاجئة وسرية، للمركز الصحي دار بوعزة في النواصر، في جهة الدارالبيضاء، وقف خلالها على الأوضاع المزريّة التي تتخبط فيها هذه المؤسسة الاستشفائية. وقد توجه الوزير، رفقة مندوبة وزارة الصحة في النواصر، في زيارة مفاجئة لمستشفى وليّ العهد الأمير مولاي الحسن، حيث شملت زيارته مصلحة المستعجلات ومصلحة الولادة وباقي المصالح الاستشفائية الأخرى، ووقف فيها على المشاكل ذاتها المتعلقة بضعف التجهيزات والاختلالات المرتبطة ببنيات استقبال المواطنين، وأعطى تعليمات صارمة ومستعجلة بضرورة القيام بالإصلاحات اللازمة وتوفير التجهيزات الأساسية.