شرع قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب وجرائم الأموال بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس، في الاستماع إلى عدد من أفراد خلية «أنصار الشريعة بالمغرب الإسلامي«، الذين اعتقلتهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الخامس من الشهر الجاري، بعدما كشفت تحريات قامت بها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وجود مخطط لدى الموقوفين، الذين يقيمون في مدن مختلفة، يستهدف القيام بعدة عمليات تخريبية داخل المملكة، بينها تفجير البرلمان والهجوم على ثكنات عسكرية. وحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة، فإن القاضي عبد القادر الشنتوف أنهى، في اليوم نفسه، استنطاقه للمتهمين الأولين: «ز إ» المتحدر من مدينة القصر الكبير، و»ه أ« الذي تم اعتقاله بجماعة آيت ملول، الموضوعين رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا، في انتظار استكمال باقي جلسات الاستنطاق التفصيلي بالاستماع إلى المتهمين الآخرين المتابعين في الملف نفسه، ويتعلق الأمر بكل من »أ أ«، من الرشيدية، و»د ع ص«، القاطن بمدينة بركان، و«ك م»، جندي سابق بآت ملول، و»ب أ«، الذي يدرس بالسنة الخامسة هندسة وخبير في المجال المعلوماتي، وكذا «ع ف»، المتحدر من اشتوكة آيت باها، والذي سبق له أن قضى عقوبة حبسية لمدة 3 سنوات، لتورطه في قضية تتعلق بالإرهاب، و»ه ت«، من الرشيدية، و»ع ك أ«، المقيم بمدينة خنيفرة. وأوضحت المصادر أن أولى جلسات الاستنطاق التفصيلي انطلقت مع الظنينين سالفي الذكر، وركزت بالأساس على تحديد مستواهما الثقافي والاجتماعي والمادي، قبل أن يشعرهما قاضي التحقيق بالمنسوب إليهما من تهم تخص تكوين عصابة إجرامية وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، وهو ما نفاه المتابعان في تصريحاتهما، وأكدا أن الصفحة التي أنشأها المعتقلون على موقع التواصل الاجتماعي »الفايسبوك« كان بغرض مناقشة قضايا إسلامية وتبادل الآراء والمواقف بخصوص الوضع الراهن في سوريا والاحتلال الإسباني للمدينتين المغربيتين سبتة ومليلية. كما صرحا بأنه ليست لهما أي خلفية إرهابية، معربين في الوقت نفسه، عن تشبثهما ببراءتهما من المنسوب إليهم جميعا. وأضافت المصادر ذاتها أن جلسات الاستنطاق كشفت أن المتابعين في هذا الملف لم يسبق لهم أن التقوا فيما بينهم إلا في السجن، حيث كان التواصل يتم فقط من خلال شبكة التواصل الاجتماعي، قبل أن يتفقوا على إنشاء صفحة على «الفايسبوك» اتخذوا لها اسم «أنصار الشريعة في بلاد المغرب الإسلامي«، حيث تم الحديث عن التخطيط لتفجير البرلمان وثكنتين عسكريتين بالرشيدية، والقيام بعمليات سطو تستهدف سيارات نقل الأموال ومؤسسات مالية وإدارات عمومية. وقالت المصادر إن مسار هذا الخلية سينحو منحا آخر بعد دخول طرف أجنبي على الخط، حيث شرعوا في التحاور مع مواطن مصري من سيناء، يدعى »أبو طلحة«، الذي اقترح عليهم الجهاد إما في جنوبسيناء أو سوريا، مؤكدا لهم وجود الدعم المادي اللازم لإخضاعهم لتدريبات مكثفة بمعسكرات يتم تمويلها من طرف عناصر ليبية ويمنية. وللإشارة، فإن أفراد هذه الخلية تم اعتقالهم بمدن مختلفة من قبل مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في 5 نونبر الجاري، حيث اقتادتهم جميعا إلى مقرها بالدار البيضاء، واستمعت إليهم في محاضر رسمية، قبل أن تقوم بتقديمهم، في 14 من الشهر نفسه، أمام الوكيل العام للملك بالرباط، الذي أحالهم في نفس اليوم على قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، الذي وجه إليهم مجموعة من التهم بعد إنهائه جلسات الاستنطاق الأولي، وأشر على قرار وضعهم رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي بسجن الزاكي2 بمدينة سلا.