عرفت بلدة بني بوعياش، البعيدة عن مدينة الحسيمة بحوالي 30 كيلومترا، إنزالا أمنيا غير مسبوق، إذ استدعت المصالح الأمنية العشرات من سيارات الأمن والمئات من أفرادها تحسبا لتخليد الذكرى الأولى لما أسمته جمعية المعطلين وحركة عشرين فبراير «اغتيال» الناشط كمال الحساني. واستنادا إلى مصادرنا، فإن قوات الأمن ضربت طوقا أمنيا كبيرا وسط المدينة قبل يوم من بداية المسيرة السلمية التي دعت إليها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. ونفذت كل من حركة عشرين فبراير وجمعية المعطلين مسيرة سلمية، مساء أول أمس الأحد، بوسط المدينة رفعت خلالها شعارات منددة بالدولة ومحملة إياها مسؤولية وفاة كمال الحساني. وتحولت المسيرة إلى محاكمة علنية للدولة بسبب «رغبتها في إخفاء الحقيقة وطمسها»، بينما حاصرت قوات الأمن، معززة بالعشرات من أفراد الشرطة وسيارات الأمن وخراطيم المياه، المتظاهرين. وكان لافتا خلال المسيرة، حسب مصادرنا، انتشار كثيف لقوات الشرطة في جل أحياء المدينة ومداخلها. وبالرغم من الاحتقان الذي سيطر على البلدة طوال الأيام الماضية، فإن المظاهرة لم تشهد أي مناوشات تذكر. في السياق نفسه، تقاطرت على بلدة بني بوعياش، التي شهدت مواجهات عنيفة في الشهور الماضية بين قوات الأمن ومتظاهرين، فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين. وكانت مواقع إلكترونية محلية قد أشارت إلى اعتقال أعضاء مكتبها التنفيذي قبل أن تصدر عمالة الحسيمة بلاغا نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء تنفي فيه صحة هذا الخبر. وعرف اللقاء، وفق مصادرنا، حضور ممثل عن إحدى النقابات الإسبانية لأول مرة منذ بداية الاحتجاجات ببلدة بني بوعياش. وكان منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان في فرعه ببني بوعياش قد أصدر بيانا يدين فيه ما أسماه «إعاقة حرية السير والجولان ومس السلامة المعنوية للمواطنين من خلال معاملتهم أثناء التفتيش وأثناء مطالبتهم بالإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية معاملة لا إنسانية ومهينة وحاطة بالكرامة» مبرزا أن المنتدى يستنكر بشدة «قيام بعض عناصر الشرطة بتهديد صحفيين يشتغلون بمواقع إلكترونية محلية وهم يقومون بمزاولة واجبهم الصحفي، وتحذيرهم من الإقدام على التغطية الميدانية للشكل النضالي المزمع تنظيمه تخليدا للذكرى الأولى لاغتيال الناشط كمال الحساني». يذكر أن بلدات بني بوعياش وإمزورن وبوكيدان كانت قد شهدت مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال الشهور الماضية، مخلفة إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطرفين واعتقال العديد من المحتجين ومحاكمة البعض منهم.