أكد المشاركون في المؤتمر السنوي للمنتدى الأورو- متوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية، أول أمس السبت بمراكش، على ضرورة تحقيق عملية الاندماج الاقتصادي بين دول شمال وجنوب الضفة المتوسطية. وأكدوا خلال هذا المنتدى، الذي نظم على مدى يومين حول موضوع «التنمية الشمولية ببلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط ودور الشراكة الأورو- متوسطية»، على أهمية تحقيق هذا الاندماج على المدى البعيد، شريطة عصرنة اقتصاديات دول جنوب الحوض المتوسطي لكي تنفتح على الضفة الشمالية. وأبرزوا أهمية إقامة علاقة تتسم بالمساواة بشكل أكبر في ما يتعلق بالتدفق المالي، والتجارة، وتنقل الأشخاص داخل هذه المنطقة، معربين في الوقت ذاته عن أسفهم لكون الحوض المتوسطي بشكل عام ودول الجنوب المتوسطي بكيفية خاصة تواجه تحديات بيئية كبرى تجعل مستقبل المنطقة بكاملها في خطر (ضغط على الموارد المائية والإخلال بالتوازن البيئي وتهديد الأمن الغذائي..) وأكدوا في هذا الإطار على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاستدامة البيئية في كل استراتيجية تنموية شاملة، والعمل على تسريع وتيرة إرساء الاقتصاد الأخضر، وإدماج البعد البيئي في السياسات العمومية، وتحسين جودة منظومة التعليم والتكوين، بغية الاستجابة لرغبات مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل فعال، مبرزين أهمية العصرنة المؤسساتية وضرورة تبني أحسن التطبيقات في مجال الحكامة والشفافية ومحاربة الفساد، ونجاعة الإنفاق العمومي، والعمل على إرساء مقاربة لامركزية للتنمية (مثال مشروع الجهوية المتقدمة بالمغرب). وشكل هذا المنتدى، الذي اختتمت أشغاله مساء السبت، أرضية لتبادل وتقاسم وجهات النظر بين الباحثين والشركاء ومسؤولين باللجنة الأوروبية والبنك الأوروبي للاستثمار وخبراء حول القضايا ذات الأولوية بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وتضمن برنامج هذه التظاهرة ثلاث جلسات عامة تناولت مواضيع «محركات النمو الشامل» و«سياسة التنمية الشمولية» و«الدور الذي يمكن أن يضطلع به المجتمع الدولي والشراكة الأورو- متوسطية لدعم النمو الشامل بالمنطقة». كما أتيحت الفرصة للمشاركين في هذا المؤتمر، من خلال جلسة مخصصة للاقتصاديات الصغرى التي تهم دول المنطقة وجلسات أخرى، لتقديم أنشطتهم الأخيرة في مجال تنقل البضائع والأشخاص ودور الخدمات المقدمة، والفلاحة، والطاقات المتجددة، والنمو، وتنافسية المقاولات. والمنتدى الأورو- متوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية شبكة أورومتوسطية أحدثت سنة 2005 كجمعية فرنسية لا تتوخى الربح، وتضم أزيد من 90 عضوا (معاهد للبحث في المجال الاقتصادي)، يمثلون 37 شريكا في مسلسل برشلونة.