احتلّ عشرات المسافرين سكة القطار بالقرب من محطة سيدي عبد الله بإقليم بنجرير، حيث عمدوا إلى وضع أعمدة حديدية بسكة القطار وافترشوا الأرض وملؤوا جنبات السكة الحديدية منعا لتحرك أحد القطارات احتجاجا على عطب أصابه في مقصورته وتسبب في عرقلة حركة باقي القطارات. وأثار الحادث موجة احتجاج واسعة في صفوف الركاب الذين منعوا أحد القطارات من التحرك، مطالبين بحضور مسؤول من إدارة السكك الحديدية. كما احتج المسافرون بشكل عفوي على حكومة بنكيران، وخطابات وزير النقل التي كان قد صرح بها أمام نواب الأمة قال فيها إن 64 في المائة من المواطنين راضون عن خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية، على ضوء إحصاء أجرته إحدى الشركات الخاصة لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية.
وأكدت مصادر «المساء» أن المسافرين وجدوا صعوبة بالغة في إيجاد ماء للشرب بعد أن استنفد عمال شركة بيع المواد الغذائية جميع السلع التي كانت بحوزتهم، على اعتبار أن التأخير امتد لما يفوق 3 ساعات.
وأضافت المصادر ذاتها أن العطب أصاب القطار رقم 610 الرابط بين مراكشوفاس غير بعيد عن محطة القطار سيدي عبد الله، مما أدى إلى الاستعانة بمقصورة القيادة الخاصة بالقطار الرابط ما بين فاسومراكش، والذي كان متوقفا في حدود الخامسة إلا ربع بمحطة سيدي عبد الله، وذلك في انتظار إخلاء السكة من قبل القطار القادم في الاتجاه المعاكس، وبعد أن تم قطر القطار رقم 610 المتوجه إلى فاس إلى محطة سيدي عبد الله تعالت أصوات المواطنين بالاحتجاج، وعمد ركاب القطارين معا إلى ملء جنبات السكة الحديدية لمنع القطارين من التحرك، مطالبين بحضور مسؤول من إدارة السكك الحديدية. وبعد أن فشل موظفو القطارين وكذا مسؤولو محطة القطار سيدي عبد الله في إقناع المواطنين بإخلاء السكة الحديدية، تضيف المصادر ذاتها، تم ربط الاتصال بالإدارة العامة للسكك الحديدية، والتي ربطت بدورها الاتصال بسرية الدرك الملكي ببنجرير، حيث صدرت تعليمات لقائد مركز درك صخور الرحامنة بإيفاد تعزيزات أمنية. وفي حدود الساعة السابعة مساء حلت كوكبة من الدركيين دخلوا في مفاوضات مع المواطنين لإخلاء السكة وإزالة القضبان الحديدية، إلا أن هذه المفاوضات، تقول المصادر ذاتها، باءت بالفشل، في الوقت الذي دخل فيه ركاب من القطارين في مواجهات ومناوشات مع ساكنة جماعة سيدي عبد الله التي حجّ أفراد منها بدافع الفضول وشرعوا في التراشق مع ركاب القطار، تقول مصادر «المساء» في محاولة لإقناع المسافرين بإزالة الأعمدة الحديدية. وامتدت المفاوضات لوقت طويل قبل أن يتم إقناع ركاب القطار القادم من فاس والمتوجه إلى مراكش حيث أعيد ربطه بمقصورة القيادة، وبعد أن غادر محطة السكة الحديدية لسيدي عبد الله تضافرت جهود تقنيي السكة الحديدية لإصلاح العطب بمقصورة القيادة رقم 610 والذي لم يلج محطة القطار الدارالبيضاء المسافرين إلا في حدود التاسعة والربع فيما كان مقررا دخولها في السادسة والربع. وأكدت المصادر نفسها أن هذا الحادث انعكس سلبا على حركة القطارات القادمة من فاس في اتجاه مراكش، إذ ظل المواطنون حبيسي مقصورات القطار بمحطات كل من مشرع بن عبو وخميس سيدي محمد بن رحال، وسطات، وسيدي العايدي.