نظمت جمعية «لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية»، مساء أول أمس، لقاء تحسيسيا لفائدة ساكنة الجهة حول سرطان الثدي وتوعيتهم بهذا المرض العضال. وأشارت صباح طيبي، رئيسة جمعية «لمسة شفاء» إلى أنه رغم المجهودات المبذولة، ما زالت هناك مجموعة من النساء يتخوفن من عرض أنفسهن على الطبيب للكشف المبكر عن الداء. وذكرت أن هذا المرض ما زال يعتبر من الطابوهات، وهو ما جعل الجمعية تقوم بعدد من الحملات التحسيسية وقوافل الفحص المبكر لفائدة ساكنة الجهة الشرقية، وتم الوقوف على حالات تمكنت الجمعية من علاجها مجانا وإعادة البسمة إلى المصابات. وأوضح الدكتور نجيب أبارو، اختصاصي في علاج داء السرطان بمركز الحسن الثاني للأنكولوجيا بالمنطقة الشرقية بوجدة، أن اللقاء يعد مناسبة لتقديم بعض الأرقام التي تخص سرطان الثدي بالجهة الشرقية، وطرح تصور للحد من هذا المرض وكيفية الكشف عنه مبكرا. ولاحظ أبارو أن جلّ الحالات التي تم تسجيلها متأخرة، الأمر الذي يجعل العلاج صعبا ومكلفا، «ومن خلال هذه اللقاءات نحاول أن نركز على التحسيس والتوعية من أجل التشخيص المبكر، وهو ما يضمن نجاحا ونسبا كبيرة في العلاج، ويقلص من تكاليف مصاريف وأعباء العلاج التي تتكلف بها وزارة الصحة أو جمعية لالة سلمى أو المريض بنفسه». ويسجل مركز الحسن الثاني للأنكولوجيا معدل 400 حالة جديدة لسرطان الثدي سنويا من مجموع 1200 إلى 1500 حالة لداء السرطان بمختلف أنواعه من مختلف أقاليم الجهة الشرقية وبعض الأقاليم الأخرى، وهو رقم يمثل ثلث المرضى، دون الحديث عن حالات أخرى تقصد مصحات خاصة أو مركزي الأنكولوجيا بالرباط والدار البيبضاء. وأشار الدكتور أبارو إلى أن الفئة العمرية الأكثر إصابة بالمرض بالجهة بالشرقية تتراوح ما بين 40 و65 سنة، مع العلم أن هناك حالات من 25 سنة و75 سنة، وهي إحصائيات تطابق الإحصائيات الوطنية، لكنها مغايرة للإحصائيات العالمية، خاصة في البلدان الغربية حيث يكون المصابون متقدمين شيئا ما في السن. كما أكد على أن داء السرطان يصيب جميع شرائح المجتمع، فقراء وأغنياء، كما يصيب الرجل والمرأة، وليست هناك علاقة بين أسباب المرض والحالة الاجتماعية، لكن أكثر الحالات تقدما في المرض تأتي من البادية لعدم الوعي وعدم التمكن من زيارة الطبيب نظرا لقصر ذات اليد. ومن جهة ثانية، لا بدّ من الإشارة إلى أن مركز الأنكولوجيا الحسن الثاني يعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، خاصة فيما يتعلق بالممرضين، وهو النقص الذي تعاني منه جميع المستشفيات والمراكز بمختلف أنحاء المملكة. سبق لجمعية «لمسة شفاء» لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية أن نظمت قوافل الفحص المبكر لداء السرطان ضد سرطان الثدي وعنق الرحم، بمختلف مناطق الجهة الشرقية، بطاقم طبي وتقني فاق عدد عناصره 60 إطارا من أطباء وممرضين وتقنيين، أخضعوا مئات النساء القرويات من بوادي الجهة الشرقية لفحوصات طبية مجانية سريرية وبالآلات والأجهزة المتخصصة، بلغ عددهن 1015 امرأة ما بين 30 و60 سنة من نساء العالم القروي بالجهة الشرقية استفدن من خدمات الطاقم الطبي والتقني للقافلة.