تعطي الانطلاقة لقافلة الفحص المبكر لداء السرطان بالعالم القروي بالجهة الشرقية وجدة: عبد القادر كترة " قافلة الفحص المبكر لداء السرطان ضد سرطان الثدي وعنق الرحم لفائدة نساء العالم القروي تندرج في إطار تخليد اليوم الوطني ضد داء السرطان الذي يتزامن مع تأسيس جمعية لالة سلمى لمحاربة داء السرطان، وتنظمها لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بتعاون مع المديرية الجهوية للصحة، لتوعية وتحسيس هؤلاء النساء واستفادتهن من هذا الحق، الحق في الأمل والحق في الحياة "، تقول صباح طيبي رئيسة جمعية"لمسة شفاء" لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية. وستقوم القافلة بزيارة مجموعة من المداشر والقرى النائية وببعض الأحياء المهمشة مدن الجهة الشرقية بطاقم طبي وتقني هام لمنح النساء القرويات فحوصات طبية مجانية واستفادتهن من حقهم في الفحص المبكر المتعلق بأدواء السرطان وتوعيتهن وتحسيسهن بهذا المرض وكيفية ممارسة الفحص الذاتي لبعض أعضاء أجسادهن عبر مجموعة من الحركات السهلة والبسيطة لكن هامة للوقاية منه،"هذا الشي مزيان بزاف...حنا ما نعرفوش ودروك ولينا نفهمو بعدا شي حاجة في هذا المرض الشين ونقلبو راسنا براسنا...الله يرحم والديهم هاذ القافلة اللي جات تشوفنا وتقلب علينا..." تبوح إحدى السيدات القادمات من أحد دواوير ضواحي مدينة وجدة، بعد خروجها من قاعة الفحص بمستوصف مركب الأمل بحي الأمل بوجدة الذي أعطيت منه انطلاقة القافلة الطبية تحت إشراف والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد صباح يوم السبت 22 نونبر الحالي...وستجوب مختلف أقاليم الجهة الشرقية حيث ستصل إلى بركان يوم 23 نونبر والناظور يوم 30 نوبر الحالي ، فيما ستنتقل إلى جرادة يوم 14 دجنبر ثم تاوريرت يوم 21 دجنبر وبعدها فجيج يوم 28 دجنبر المقبل. ومن المنتظر أن تستفيد حوالي 800 امرأة ما بين 30 و60 سنة من نساء العالم القروي بالجهة الشرقية من خدمات الطاقم الطبي والتقني للقافلة المتكون من حوالي 30 شخصا منهم 5 أطباء مختصين و4 أطباء في الطب العام و10 ممرضات ومساعدات اجتماعيات إضافة إلى أعضاء جمعية لمسة شفاء. وستعمل القافلة على زيارة كل نهاية أسبوع قرية نائية من مختلف مناطق الجهة الشرقية، كما ستعمل على متابعة علاج جميع الحالات المكتشفة والتي ستساهم في التكفل ببعضها جمعة لالة سلمى لمحاربة داء السرطان خاصة منها الحالات للمرضى الفقراء والمعوزين. ويرى الدكتور سعيد الإدريسي الطبيب الرئيس للتجهيزات الأساسية للعلاجات المتنقلة ونائب المدير الجهوي لوزارة الصحة بالجهة الشرقية أن هذه الحملة تأتي وعيا من مختلف المتدخلين بمعضلة داء السرطان والذي يمس 40 ألف حالة سنويا بالمغرب وتتمثل في القيام بالتشخيص المبكر تستهدف حوالي 200 امرأة من الهوامش الحضرية من مدينة وجدة ونساء بعض البوادي بالجهة الشرقية." هذا التشخيص المبكر يمكِّننا من التدخل بأسرع وقت ممكن ونستطيع التخلص من هذا المرض بأقل كلفة وبنسبة نجاح وشفاء كبيرة مقارنة مع حالة استفحال المرض واستشرائه في الجسم...". وأكد من جهته على أن في إمكان المركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة التكفل بالمرضى وعلاجهم. وأوضح الطبيب الرئيس أن العينة من البوادي المستهدفة من طرف القافلة جاء بناء على مشاكل سكانها في الولوج إلى المراكز الصحية بحكم المسافات البعيدة والفقر والحاجة والأمية وانعدام الوعي والثقافة وانعدام التغطية الصحية. تأسست "جمعية لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية" لتحسيس ساكنة الجهة الشرقية بمرض السرطان وطرق تشخيصه وجعلت الجمعية في أولوياتها سرطان الثدي وعنق الرحم باعتبارهما الأكثر انتشارا بالمنطقة" تقول الدكتورة صباح طيبي الشامي رئيسة الجمعية التي تدعمها لجنة مكونة من العديد من الأطباء الأخصائيين في أمراض السرطان والأمراض النفسية. ولخصت الرئيسة أهداف الجمعية في التخفيف عن المرضى معنويا بمساعدة مختصين نفسانيين إعادة الثقة في النفس وفي المحيط وإحداث مراكز مكافحة داء السرطان وتجهيزها بمعدات التشخيص المبكر والعمل على إحداث مركز متخصص في تزويد المرضى بالأدوية الضرورية وتقديم عناية خاصة للأطفال المرضى وذلك بتأسيس فضاء للطفل يحتوي على عدة أوراش من موسيقية ورسم وإعلاميات وقراءة مع تقديم دروس الدعم لهم و تحسيس سكان المناطق والقرى الناطقة بالأمازيغية بداء السرطان وكيفية مقاربته بلغتهم الأم والعمل على إحداث حافلة مجهزة بالآليات الضرورية للفحص المبكر للتمكن من الوصول إلى جميع الجهات المهمشة والقروية بالمنطقة وخلق بنية معلوماتية حول داء السرطان تنظيم دورات تحسيسية للفحص المبكر وأيام دراسية حول السرطان. وتبقى الموارد المادية من العوائق التي تعاني منها الجمعية لتلبية جميع حاجيات المرضى الذين هم في أمس الحاجة للعلاج المستعجل، رغم أن هناك مجهودات شخصية لأعضاء الجمعية بفضل دعم المحسنين والفاعلين الذين نالت الجمعية ثقتهم.