احتج عدد من البرلمانيين على ما وصفوه ب»الإهانة» التي لحقت بهم بعد أن تغيب رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، عن أشغال مناقشة مشروع ميزانية مجلس النواب التي عقدت أول أمس. وقال النائب العبودي عبد العزيز، عن فريق الاتحاد الاشتراكي، أمام أعضاء اللجنة: «هاد السيد عمرو ما جا وكلس معانا»، وأضاف أن غلاب فضل أن يتعامى عن مشاكل البرلمانيين، ثم استطرد قائلا: «هاد السيد صوتنا عليه وحنا ماعارفينش هاد خطة العمل اللي غادي يدير». وأكد العبودي أن نفس المشاكل التي طرحت حول معاناة البرلمانيين تتكرر دون أي حلول. في حين أكدت ميلودة حازب، عن فريق الأصالة والمعاصرة، أن جميع الوزراء حرصوا على حضور مناقشة ميزانيتهم، وأن لا شيء يبرر غياب غلاب، مضيفة أن عدم حضوره فيه نوع من عدم الاحترام لنفسه وللنواب. وأكدت حازب أن عدم إشراك المعارضة في إعداد ميزانية مجلس النواب فيه مسّ بمبدأ الفصل بين السلط، وقالت: «الوزير عندو صطاف قدو قداش والنائب البرلماني ما عندو حتا كرسي».نفس الانتقادات جاءت على لسان عبد العزيز أفتاتي الذي شدد على أن حضور الرئيس والمكتب كان ضروريا خلال مناقشة هذه الميزانية، وقال: «الرئيس خصو يجي.. والمخزن ديال البرلمان خصنا نعرفوه».. إلى ذلك، طالب عدد من البرلمانيين بضرورة التدقيق في بعض الأرقام التي وردت في الميزانية بعد أن بلغت رسوم المكالمات الهاتفية 430 مليون سنتيم وبلغ استهلاك الكهرباء 130 مليون سنتيم، وهو ما جعل أحد النواب يطالب بترشيد استهلاك الطاقة، مؤكدا أن هذا الرقم يعني أن المجلس يخصص حوالي 10 ملايين سنتيم شهريا للكهرباء، أي ما يعادل 275 درهما عن كل نائب برلماني. وخصصت الميزانية 230 مليون سنتيم لشراء السيارات النفعية، في حين بلغت مصاريف تنقل النواب والموظفين داخل المغرب 357 مليون سنتيم، أما التنقلات إلى الخارج فخصص لها مبلغ 420 مليون سنتيم، أما التعويضات عن القيام بمهمة في الخارج فرصد لها غلاف مالي يقدر ب440 مليون سنتيم، في حين بلغ حجم الاعتمادات المخصصة لتعويضات تنقل النواب وتغيير الإقامة داخل المغرب مليارا و900 مليون سنتيم، كما بلغ حجم الاعتمادات المرصودة للمستشارين والخبراء 250 مليون سنتيم. من جهة أخرى، بلغ حجم الاعتمادات المالية المرصودة في الميزانية والمخصصة للتسيير 36 مليارا و700 مليون سنتيم، في حين وصل حجم الاعتمادات المخصصة للاستثمار إلى أربعة ملايير و240 مليون سنتيم.